عادت الاختبارات التحريرية إلى المرحلة الابتدائية بعد انقطاع طويل يزيد على 10 أعوام، تخرج خلالها العديد من الدفعات ليلقبوا ب «جيل التقويم المستمر». واعتمدت المدارس خلال تلك الفترة على الاختبارات الشفوية التي من طريقها يتم تقويم الطلاب، حتى شرعت جميع مدارس السعودية للاختبارات التحريرية أول من أمس، معلنة انتهاءها الخميس المقبل، آخر أيام الدراسة قبل إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني بروح جديدة وتخوف من الطلاب وأسرهم لعودة الكابوس المخيف وشبح الاختبارات. وأكد المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم مبارك العصيمي ل «الحياة» أن الاختبارات التحريرية للمرحلة الابتدائية موجودة سابقاً في لائحة التقويم المستمر الذي يقيم الطالب في أكثر من مهارة وبطرق متعددة، منها ملف إنجاز والتطبيقات التحريرية كتمارين الكتاب والاختبارات التي تنقسم إلى قسمين شفوية وتحريرية، وجميع هذه الطرق ضمن التقويم المستمر، مبيناً أن ما حدث أخيراً، هو أن الوزارة أكدت الاختبارات التحريرية بسبب إغفال المعلمين عنها وتباين التطبيق بها، إذ إن بعض المعلمين اعتمدوا على الاختبارات الشفوية والتطبيقات وأهملوا الاختبارات التحريرية، وبالتالي بينت الوزارة أنه لابد من إجراء الاختبارات التحريرية في الجزئية التي مقرر الاختبار فيها. وقال: «إنه أصبح هناك أوراق اختبارات موجودة وبالإمكان الاطلاع عليها خلاف ما كان سابقاً من الاكتفاء بالشفوي والملاحظات، وأن الوزارة عملت للاختبارات جدولاً واشترطت أن لا يقل عن ثلاثة اختبارات في الفصل الدراسي الواحد بمعدل اختبار في كل شهر، كما وجهت بوضع توقيت محدد للاختبارات لكي تتم متابعة الطالب من ولي أمره ويبلغ سابقاً بمواعيد الاختبارات، إضافة إلى أن هناك أموراً ظاهرة يستطيع مدير المدرسة متابعتها وتقويمها». وأشار العصيمي أن الاختبارات تبدأ من الصف الثاني الابتدائي إلى الصف السادس، على أن تشمل جميع المواد ما عدى القرآن الكريم، موضحاً أن الوزارة أعطت التعليمات لإدارات التربية والتعليم بمختلف مناطق السعودية في تطبيق الاختبارات، وفسحت المجال لها في اختيار التوقيت المناسب لها لتحديد وقت الاختبارات. وأوضح أنه بإمكان الطالب إعادة الاختبار حال إخفاقه، إذ إن النظام ينص على أنه بإمكانه إعادة الاختبار أكثر من مرة إلى أن يتقن المهارة، مضيفاً: «هذا أمر طبيعي لأن المعلم هو القائم على الموضوع وهو من يحدد الإعادة، وأن إدارات التربية والتعليم هي من حددت موعد الاختبارات في الأسبوع الذي سبق الإجازة وليس وزارة التربية، وذلك لضبط حضور الطلاب وعدم غيابهم كما كان في السابق، وأن الاختبارات تكون في الحد الأدنى من المهارات، وفي حال لم يتجاوزها الطالب فهو بالتأكيد بحاجة إلى معالجة ومتابعة مكثفة ومن ثم إعادة التقويم له مرة أخرى».