مددت الشرطة الفرنسية أمس، منع التظاهر في منطقة العاصمة باريس حتى 30 الشهر الجاري، مذكرة بخطورة اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري التي تبناها تنظيم «داعش» وأسفرت عن 130 قتيلاً، ما دفع السلطات إلى إعلان حال الطوارئ. ويشمل القرار أيضاً يوم افتتاح مؤتمر المناخ الذي سيشارك فيه أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة أجنبية في بورجيه شمال باريس، في تذكير «بالخطورة الكبيرة» للاعتداءات. وكانت السلطات ألغت لأسباب أمنية تظاهرتين كبيرتين كانتا مقررتين على هامش القمة في 29 الشهر الجري و12 كانون الأول (ديسمبر). ترافق ذلك مع رفع السلطات البلجيكية مستوى «الإنذار الإرهابي» في العاصمة بروكسيل إلى الدرجة الرابعة القصوى، محذرة من «تهديد جدي جداً ووشيك». أما مستوى الإنذار في سائر أنحاء البلاد فظل عند الدرجة الثالثة. وأفادت «هيئة التنسيق لتحليل التهديدات» التابعة لوزارة الداخلية بأن «التحليلات تظهر وجود خطر جدي ووشيك يتطلب إجراءات أمنية محددة، إضافة إلى إرشادات تفصيلية للسكان»، علماً أن الإجراء اتخذ بعد ساعات على توجيه القضاء البلجيكي تهمة الإرهاب إلى شخص لم تكشف هويته أوقف الخميس لارتباطه باعتداءات باريس. وهو ثالث مشبوه توجه إليه التهمة في بلجيكا في إطار التحقيقات باعتداءات باريس، علماً أن الشرطة عثرت على أسلحة في منزله، ولكن ليس مواد متفجرة وأحزمة ناسفة. ودعت الهيئة سكان بروكسيل إلى تجنب «الأماكن المكتظة بالناس» مثل «الحفلات الموسيقية والمناسبات الكبرى ومحطات الباصات والمطارات ووسائل النقل المشترك» والمتاجر الكبرى التي يرتادها المتسوقون بأعداد كبيرة. كما ناشدت الهيئة سكان بروكسيل التعاون لتسهيل إجراءات المراقبة والتفتيش. والخميس الماضي، نفذت قوات الأمن حملات دهم في منطقة بروكسيل، خصوصاً ضاحية مولنبيك سان جون التي تعتبر قاعدة خلفية للجهاديين في اوروبا. وبين المتحدرين من مولنبيك، العقل المدبر لاعتداءات باريس، عبدالحميد اباعود، الذي قتلته الشرطة الفرنسية الخميس، والشقيقان ابراهيم وصلاح عبدالسلام المتورطان أيضاً في الاعتداءات. في تركيا، اعتقلت الشرطة البلجيكي المغربي الأصل أحمد دهماني للاشتباه في أنه استكشف مواقع اعتداءات باريس. وأقام الموقوف البالغ من العمر 26 سنة منذ 16 الشهر الجاري، في فندق خمس نجوم بمنطقة سياحية بمدينة أنطاليا الساحلية الجنوبية. كما أوقفت سوريين يدعيان أحمد طاهر (29 سنة) ومحمد فيردي على طريق سريع قريب للاشتباه في أن تنظيم «داعش» في سورية أرسلهما لضمان عبور دهماني الحدود بسلام، وأنهما اعتزما الالتقاء به. إلى ذلك، رحلت تركيا مجموعة من المغاربة اعتقلتهم في مطار اسطنبول الأسبوع الماضي، للاشتباه في صلتهم ب «داعش». وقال هؤلاء أنهم وصلوا إلى مطار أتاتورك ليل الثلثاء، قادمين من الدار البيضاء لقضاء عطلة.