علمت «الحياة» من مصادر موثوق بها أن قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني موجود في بغداد منذ الاثنين الماضي للبحث في تسوية سياسية لعدد من الأزمات، استعداداً للانتخابات المقرر إجراؤها نهاية الشهر المقبل. وتتزامن اتصالاته بالمسؤولين العراقيين مع جهود حثيثة يبذلها مبعوث الإدارة الأميركية المقرب بريت ماكغيرك للغرض ذاته. على صعيد آخر، قتل أمس أكثر من 32 عراقياً في هجمات متفرقة وقصف مدفعي طاول الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ مطلع العام الحالي. (راجع ص2) وتعترف الأوساط السياسية العراقية بأن مستوى الأزمات في العراق، خصوصاً أزمة الأنبار، وتفكك التحالف الشيعي، وقضية الموازنة وتصدير النفط الكردي، وصلت إلى مراحل تستدعي تدخلاً خارجياً لحلها. وأكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى ل «الحياة» أمس أن «سليماني موجود في بغداد منذ الاثنين الماضي في زيارة سرية، وعقد سلسلة اجتماعات مع كبار القادة السياسيين السنة والشيعة»، من دون تسمية هؤلاء. وأوضحت أن مهمته «البحث في تسوية لقضية الأنبار والصراع حول الموازنة مع الأكراد، والخلاف الشيعي – الشيعي المتصاعد قبيل الانتخابات المقررة في 30 نيسان (أبريل) المقبل». وتابعت المصادر أن سليماني أعرب عن «قلق بلاده من تصاعد التوتر بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، لكنه لم يتطرق إلى دعم المالكي لولاية ثالثة». ومن القضايا التي تناولتها مفاوضات سليماني في بغداد «تسوية أميركية مقترحة لأزمة الأنبار تنص على إخراج الجيش من المدن إلى معسكرات وتشكيل قوة عشائرية وإعادة هيكلة التنظيمات الإدارية والأمنية في المحافظة، وتلبية عدد من مطالب السنة ومنها العفو العام. وتتزامن زيارة سليماني مع لقاءات يجريها نائب وكيل وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق بريت ماكغيرك مع زعماء عراقيين لمناقشة بنود التسوية. والطلب إليها إجراء الانتخابات في موعدها، وتأجيل البحث في الخلاف على تصدير النفط الكردي عبر تركيا. ويحظى ماكغيرك بثقة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقد سبق أن طلبت بغداد إرساله للبحث في الاتهامات الأميركية للحكومة بالسماح للسلاح الإيراني بالعبور إلى سورية. ولم تؤكد المصادر أو تنفي حصول لقاء بين سليماني وماكغيرك، لكنها قالت إن «وجودهما في وقت واحد ولهدف واحد في بغداد، مؤشر إلى مساع أميركية – إيرانية لترتيب الانتخابات».