توقع وكيل وزارة النفط العراقية عبدالكريم اللؤيبي وهو نائب وزير النفط العراقي، أن يُكتفى الآن بعقود النفط التي وقّعت إثر جولتين سابقتين طُرحتا لتطوير حقول النفط العراقية. وقال ستُجمّد أي مشاريع إضافية لزيادة الطاقة الإنتاجية حالياً، إنما يعمل على إعادة تقويم المخزون في احتياط النفط للعراق. كلامُ اللؤيبي ورد خلال مقابلةٍ أجرتها «الحياة» معه على هامش مؤتمر منظمة «أوبك» في فيينا الأسبوع الماضي. ورداً على سؤال حول التشكيك في إمكان حصول العراق، من خلال عقود الجولتين مع شركات نفط عالمية على قدرة إنتاج 11 مليون برميل في اليوم، خلال سبع سنوات قال: « لم يخضع معظم حقولنا في العراق لدراسات جديدة، ولذا فالتغيير متوقع لناحية كميات النفط سواء بالنسبة إلى المخزون أو إلى الإنتاج. فحقل أحدب مثلاً تعاقدت شركة صينية لاستثماره بمقدرة إنتاج 115 ألف برميل يومياً، ارتفعت إلى 200 ألف برميل بعد إنجاز المسوح الزلزالية نتيجة توسع بقعة النفط. والتوقع ذاته ينطبق على الحقول الأخرى. نحن الآن أوقفنا المشاريع الإضافية لتطوير الحقول، واكتفينا بالعقود التي وقّعت بعد الجولتين. ويركز العراق على بناء البنية التحتية اللازمة لهذه الحقول، من أنابيب وخزانات ومرافئ تصدير. ويركّز ثانياً على الاستكشاف. فلدينا عشرات المناطق نفكر جدياً باستكشافها لزيادة المخزون. أما مشاريع تطوير الحقول الأخرى فمؤجلة حالياً». وعن احتمال تغيير قرار حكومة المالكي بعد الانتخابات قال: «هذا ليس له علاقة بحكومة المالكي هذا قرار الوزارة وهو موضوع فني لا علاقة له في نوع الحكومة، إنما متعلق بإمكانات التصدير وبناء البنية التحتية الخ...». وعن قدرة العراق لتصدير النفط حالياً والمخطط له قال: «بدأنا منذ مدة إنشاء منظومة تصدير جديدة جنوبية في البصرة من خلال مشروعين، أوّل نغذيه بمواردنا يضمن مد أنبوبين بحريين وثلاث منصات عائمة، ويموّل قرض ياباني مد أنبوب آخر وعوامتي تحميل. وتكون المنظومة جاهزة في نهاية 2011 وتؤمن تصدير أكثر من 4.5 مليون برميل من النفط يومياً من الجنوب ابتداءً من 2014». أضاف، « نحن نعمل على تأهيل منظومة التصدير الشمالية في اتجاه جيهان (تركيا) فنؤهل أنبوبين لنرفع طاقة هذه الأنابيب». وتابع اللؤيبي: « لدينا دراسات أولية وضعتها شركات مثل سايبم تفيد بأن من الأفضل بناء أنبوب جديد بين العراق وسورية بسعة كبيرة يعوّض الأنبوبين الموجودين، لتكون سعة الأنبوب الجديد بنحو مليون إلى مليون ونصف برميل يومياً. وتتم مناقشته المشروع قريباً مع السلطات السورية المعنية، للاتفاق على التفاصيل. ولدينا مشروع عملاق كبير يقضي بإنشاء أنبوب استراتيجي ثالث لنقل النفوط المتوافرة في الجنوب إلى الشمال، وإمكان ضخها إلى جيهان في تركيا وبانياس في سورية في الوقت ذاته». وتوقع نائب وزير النفط العراقي أن تحقق شركات النفط العالمية التي تعاقدت مع العراق نسبة 10 في المئة من زيادة مقدرة الإنتاج، وتنجز في سنة بدلاً من ثلاث سنوات بحسب نتائج العمل في عقود الجولة الأولى. وتتهيّأ الشركات للعمل في حقول الجولة الثانية لإنتاج مبكر خلال سنتين». وعن مقدرة إنتاج العراق لعام 2012 قال: «من الصعب تحديد الكمية، لكننا نتوقع أن يتجاوز إنتاج العراق 3 ملايين برميل يومياً في 2012. نحن نفترض ذلك لنهاية 2012، لدينا استهلاك داخلي يزداد من حاجات معامل الكهرباء والمصافي. فتصديرنا الآن يتجاوز مليوني برميل/يوم. وصدّرنا الشهر الماضي مليونين و69 ألف برميل/يوم». أضاف، لدينا مشروع لتصدير النفط في أنبوب يعبر موانئ إيران لأننا متخوّفون من الأنابيب البحرية غير الخاضعة لصيانة بعد، لا نريد زيادة الضغط عليها. ويقضي المشروع بمد أنبوب إلى عبدان في إيران لتصدير الزيادة المتوقعة خلال السنتين أو الثلاث المقبلة من ميناء «أبدان». ونفى أن يكون لنتائج الانتخابات تأثيرٌ في سياسة النفط العراقية وأكد: «لن يحصل تغيير كبير لأن الخطوات الأساسية كلها اتخذت في مجال الاستهلاك والمصافي. فلدينا مشاريع لأربع مصاف كبيرة في الناصرية وعمارة وكركوك وكربلاء للتصدير والاستهلاك». ونستكمل درس واقع المصافي، ونعقد الشهر المقبل مؤتمراً استثمارياً نحاول فيه عرض نتائج الدراسات على مستثمرين ليكون تنفيذها سريعاً». وأفاد بأن إنتاج العراق الآن اكثر من 2.4 مليون برميل في اليوم من النفط، ويتجاوز التصدير مليوني برميل في اليوم. وتوقع أن يصل الإنتاج نهاية السنة إلى 2.6 مليون برميل/يوم مع تطوير حقول الرميلة والزبير وغرنا الغربية وحقول كردستان».