أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس تقديم 5 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى كشف موقع سعودي اتهمته بتسهيل سفر مقاتلين من أوروبا إلى سورية والعراق، ليلتحقوا بتنظيم داعش الإرهابي. كما اتهمته بتقديم خدمات «لوجستية» للتنظيم. واستبقت واشنطن هذه الخطوة بوضع السعودي طراد محمد الجربا (أبو محمد الشمالي)، بفرض حظر على أمواله وسعودي آخر، ضمن 15 شخصاً من جنسيات مختلفة يدعمون تنظيم داعش. واشتهر الجربا حين نشر العام الماضي صوراً لرؤوس فُصلت عن أجسادها لجنود قال إنهم من «جيش النظام السوري». والسعودي الجربا ولد عام 1979 في العراق، وانتظم في صفوف «القاعدة» هناك منذ 2005، وفي نيسان (أبريل) 2015 أصبح من كبار قادة تنظيم داعش، ومسؤولاً عن الحدود السورية – التركية والخدمات اللوجستية. (للمزيد). وسهل الجربا العام الماضي سفر جهاديين محتملين ل«داعش» من تركيا إلى سورية، وكانوا قادمين من أستراليا وأوروبا والشرق الأوسط. وأدار مركز التنظيم للمجندين الجدد في مدينة اعزاز السورية. وقاد كذلك عمليات «داعش» خارج سورية والعراق. كما سهل عام 2013 دخول أعضاء أوروبيين في «داعش» إلى سورية. ولاحظت «الحياة» منشورات الجربا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، التي تحوي تناقضات كثيرة، ففي بداية تسجيله في الموقع عام 2012 كان مناصراً للثورة السورية، والجيش السوري الحر، على رغم أنه يقاتل تحت لواء «جبهة النصرة» (فرع تنظيم «القاعدة» في سورية). وكان يستشهد بفتاوى رجال دين حول وجوب نصرة الجيش السوري الحر والفصائل المقاتلة ضد نظام بشار الأسد. إلا أنه بعد عام من الغياب عن صفحته، عاود الظهور العام الماضي، ولكن كان ظهوراً مغايراً، إذ بدأ نشاطه عبر «فيسبوك» بمبايعة قائد تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي، واستفتح منشوراته بعدد من الصور لرؤوس فصلت عن أجسادها، لجنود قال إنهم من «جيش النظام السوري». كما نعى عدداً من رفاقه الذين قتلوا في سورية.