فتح مقاتلو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) معركة مفاجئة مع «جبهة النصرة» لدى سيطرتهم على مقر لها في شرق سورية، لتضاف الى المعارك التي تخوضها «الدولة الاسلامية» مع مقاتلي «قوات حماية الشعب» الكردي و «لواء عاصفة الشمال» التابع ل «الجيش الحر». كما فجر احد مقاتلي «الدولة الاسلامية» سيارة مفخخة في ريف دمشق، لتكون اول عملية لها قرب العاصمة السورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن مقاتلي «داعش» اقتحموا مقراً ل «النصرة» في منطقة الشدادي في ريف الحسكة في شمال شرقي البلاد، ضم أسلحة ومعدات نفطية «فسيطروا على المقر وصادروا الأسلحة والمعدات النفطية مع ورود أنباء عن مصرع مقاتلين اثنين من جبهة النصرة في الاشتباك بين الطرفين». وقالت مصادر في المعارضة ل «الحياة» ان المقر لم يكن يضم كثيراً من المقاتلين الذين كانوا منشغلين في معركة مع «وحدات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» و «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم. وقالت المصادر ان «الدولة» و «النصرة» ترميان الى اقامة دولة اسلامية، لكن «النصرة» التي تضم مقاتلين سوريين ويتزعمها «ابو محمد الجولاني» تعتبر محاربة النظام السوري اولوية لها، في مقابل تركيز «الدولة» بزعامة «ابو بكر البغدادي» على البعد الاقليمي للصراع مع وجود مقاتلين عراقيين واجانب في صفوفها. وأشارت الى حصول مفاوضات بين «الدولة» و «النصرة» ولجوء الطرفين الى «هيئة شرعية» لاعادة المقر الى «النصرة». وقال «المرصد» ان مقاتلي «وحدات حماية الشعب» دمروا عربتين تحملان رشاشات ثقيلة تابعتين لمقاتلي «الدولة الإسلامية» و «النصرة» في قرية جافا في ريف مدينة رأس العين في محافظة الحسكة، إضافة إلى تردد أنباء عن سيطرة مقاتلي «وحدات الحماية» على نقطتين ل «الدولة» بعد اشتباكات. ويأتي الخلاف بين التنظيمين الاصوليين في وقت لا تزال المشكلة قائمة بين «الدولة» و «لواء عاصفة الشمال» التابع ل «الجيش السوري الحر» في اعزاز شمال حلب وقرب حدود تركيا. اذ اعلن «عاصفة الشمال» أنه بعد تنفيذ البند الأول من الاتفاق الموقع مع «الدولة الإسلامية» قبل يومين، لم تنفذ «الدولة» البند المتعلق بإطلاق المحتجزين لديها، ذلك أنه لم يتم الإفراج سوى عن تسعة من اصل نحو أربعين معتقلاً. وتابع: «بعد انقضاء المهلة وعدم التزام (مقاتلي) الدولة الإسلامية، وجب عليهم الحكم الشرعي لأنهم الفئة الباغية». وعُلم ان «أبو عبد الله الكويتي» أمير «الدولة» في اعزاز طلب تمديد المهلة حتى نهاية الشهر الجاري بعدما وعد بالإفراج عن المعتقلين». وتحدثت مصادر عن مقتل عناصر من «داعش» قرب اعزاز بأيدي مقاتلي «الجيش الحر». ولا تزال أعزاز تحت سيطرة الإسلاميين المتشددين، فيما يسيطر «عاصفة الشمال» على المدخل الغربي للمدينة، ويسيطر «ابو ابراهيم الشيشاني» على حاجز يفصل بينهما. وأشار موقع «زمان الوصل» الالكتروني إلى أن السلطات التركية التي اغلقت قبل ايام معبر «باب السلامة» بين سورية وتركيا، أغلقت امس معبر باب الهوى المجاور كي لا يسيطر عليه المتشددون. كذلك حاول مقاتلو «الدولة الإسلامية» اقتحام مواقع ل «الجيش الحر» في محيط قرية حزانو في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، ما ادى الى اندلاع مواجهات بين الطرفين. وفي دمشق، قال «المرصد السوري» إن عنصراً من «الدولة الإسلامية» فجر سيارة مفخخة قرب مبنى المرور التابع لوزارة الداخلية على طريق حمص-دمشق الدولي مع توافر «معلومات عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وأشار «المرصد» إلى أنها كانت أول عملية معلنة ل «الدولة الإسلامية» في محافظة ريف دمشق. سياسياً، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة بالسعي الى «ابتزاز» روسيا حتى تدعم قراراً لمجلس الامن في شأن سورية بموجب الفصل السابع. ووصف الغرب بأنه «أعمى» حيال فكرة التغيير في نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف في مقابلة مع محطة «تشانل وان» التلفزيونية وفق ما اوردت وكالات الانباء الروسية، ان «شركاءنا الاميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا (ويقولون) انه اذا لم تدعم روسيا قراراً في مجلس الامن على اساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح في سقوط قذيفة هاون أمس على حرم السفارة الروسية في وسط دمشق، وفق ما أفادت وزارة الخارجية الروسية. وأبلغ رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا مجلس الامن في رسالة بعثها اليه انه سيحضر مؤتمر «جنيف-2» شرط ان تكون كل الأطراف موافقة على أن هدف المؤتمر تأسيس حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة، كما هو منصوص عليه في بيان جنيف الاول الصادر في منتصف العام الماضي. وطالب الجربا في رسالته لمجلس الأمن بإخضاع اي قرار خاص بالاتفاق الاميركي - الروسي على تدمير أسلحة الأسد الكيماوية للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة الذي قد يخول باستخدام القوة في حالة عدم الالتزام. ودعا الجربا المجلس لتبني الاجراءات الضرورية لوقف اطلاق النار في البلاد واطلاق سراح آلاف النشطاء السلميين.