تلقَّت جهود السلطات المصرية لاستعادة معدَّلات سياحةٍ أجنبيةٍ مرتفعةٍ دفعةً أمس مع إعلان بريطانيا عن تقدُّم مشجِّع في محادثات استئناف رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ، بينما تسبَّب ثملٌ في هبوط طائرةٍ بولنديةٍ اضطراراياً خشية وجود قنبلة على متنها. وأكد السفير البريطاني لدى القاهرة، جون كاسن، أن «تقدُّماً مشجِّعاً» تحقَّق في المحادثات الجارية مع مصر حول الأمن في مطار شرم الشيخ «حتى يتسنى استئناف الرحلات إليه». وأشار في بيانٍ له إلى قيام وفدٍ من كبار خبراء الطيران ومكافحة الإرهاب في بلاده بزيارة القاهرة يومي ال 18 وال 19 من نوفمبر الجاري لعقد مناقشات حول الخطة المشتركة للسماح بعودة رحلات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ في أسرع وقت ممكن. وذكر أن الوفد نقل رسالة سياسية من رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، مفادها عملُ المملكة المتحدة بنشاطٍ وعُجالة «للسماح بعودة الرحلات». واعتبر السفير أن بلاده كانت أول من بدأ التحرك حول قضايا الأمن في مطار شرم الشيخ و«نريد أن نكون أول من يجد الحلول لعودة رحلات الطيران العادية في أسرع وقت ممكن». وبيَّن أن المحادثات بين الجانبين أظهرت تقدماً مشجعاً للغاية و«أظهرت أيضاً تحليلاً مشتركاً والتزاماً متبادلاً لتحقيق تقدُّم سريع بالإضافة إلى أفكارٍ مشتركة حول سبُل المُضيّ قُدُماً للأمام». وشدَّد كاسن على أن «اقتصاداً مصرياً قوياً مع صناعة سياحية قوية في القلب الاستراتيجي من هذه المنطقة الحيوية يعتبر من مصالح بريطانيا القومية». وأعلنت لندن في ال 8 من نوفمبر الجاري تعليق جميع الرحلات إلى شرم الشيخ بعد توافر معلومات ترجِّح تسبُّب قنبلة في تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء في أواخر أكتوبر الماضي. وتُوفِّيَ 224 شخصاً كانوا على متن الطائرة التي انشطرت في الجو بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ متجهةً إلى سان بطرسبورج. وعلقت موسكو، التي أعلنت الثلاثاء أن عبوة ناسفة تسبّبت في الحادث، كل الرحلات الروسية إلى مصر، وقررت الجمعة الماضية وقف رحلات شركة «مصر للطيران» القادمة إليها. بدورها؛ أعلنت القاهرة تعزيز إجراءات الأمن في المطارات، وأبدت استعدادها للتعاون مع خبراءٍ من بلدان وممثلين عن شركات الطيران «لضمان أقصى مستوى من الأمن». وكان تنظيم «داعش» الإرهابي زعم عبر مجلةٍ إلكترونية تروِّج له أنه أسقط الطائرة الروسية بقنبلة. إلى ذلك؛ قامت طائرة بولندية متجهة إلى مصر بالهبوط اضطرارياً في بلغاريا أمس بعد إنذارٍ بوجود قنبلة «تسبَّب به بولندي ثمل كان يتفوه بترهات»، بحسب رئيس الوزراء البلغاري، بويكو بوريسوف. ووصف بوريسوف التحذير الذي أطلقه أحد ركاب الطائرة، التي كانت تحمل 161 مسافراً في رحلة متجهة إلى منتجع الغردقة، ب «كاذب تماماً». وأبلغ الإذاعة البلغارية العامة بقوله «التحذير سببه مسافر بولندي ثمل كان يتفوه بترهات، لكن على الأقل كان ذلك تدريباً مفيداً لمطار بورغاس الذي هبطت فيه الطائرة» في وقت مبكر الخميس. وتم إجلاء جميع الركاب بعد هبوط طائرتهم التابعة لخطوط «سمول بلانيت» في تمام الساعة 3:45 صباحاً بتوقيت غرينتش، وتولَّت الشرطة تفتيشها، لكنها لم تعثر على أي شيء مشبوه. والأجهزة الأمنية البلغارية في حالة تأهب مرتفع بعد اعتداءات الجمعة الماضية في باريس وإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء.