نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الإثنين الماضي، تقريراً كشفت فيه أنّ الصين لم توقف استئصال أعضاء السجناء المحكوم عليهم بالإعدام واستخدامها في عمليات زرع الأعضاء. وكانت الصين أعلنت في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، أنها ستوقف في أوائل العام 2015، عمليات زرع الأعضاء المأخوذة من سجناء تم إعدامهم، وقوبل الإعلان بترحيب وارتياح من المدافعين عن حقوق الإنسان وأصحاب المهن الطبية في جميع انحاء العالم. وبدت الصين وكأنها على وشك إنهاء أحد أشكال الإستغلال البشري الذي استمر لعقود، استاصلت فيها المئات، وربما الألاف، من الأعضاء البشرية التي تخص سجناء نفذت فيهم احكام بالأعدام. لكن الصحيفة أشارت إلى وجود تقارير إخبارية صينية، فضلا عن أطباء وباحثين في مجال الطب داخل الصين وخارجها، تفيد بأن أعضاء السجناء لا زالت تستخدم في عمليات الزرع، بدعم كامل من واضعي السياسات في البلاد. وقال الطبيب الصيني في "جامعة ماينز" الألمانية هوغي لي: "لقد أعادوا فقط تصنيف السجناء على أنهم مواطنون". وكانت صحيفة "صحيفة الشعب" الصينية ذكرت في بداية العام الحالي، أن تبرعات "المواطنين المتطوعين" باتت المصدر الوحيد للأعضاء المستخدمة في عمليات الزرع. وكانت صحيفة "بكين تايمز" نقلت في آذار (مارس) الماضي عن رئيس "لجنة التبرع بالأعضاء" هوانغ غيفو قوله ان " السجناء المحكوم عليهم بالاعدام هم أيضا مواطنون، والقانون لا يحرمهم من حقهم في التبرع بأعضائهم، وإذا أرادوا التبرع بأعضائهم للتكفير عن جرائمهم، فينبغي أن نشجعهم". وأضاف غيفو إلى جريدة "بكين تايمز" في آذار (مارس) من العام نفسه، أنه "بمجرد تبرع السجناء المحكوم عليهم بالإعدام بأعضائهم وتسجيلها في نظام التوزيع الوطني، تسجل على انها تبرعات مواطنين متطوعين". واعتبر الأمين العام ل"الجمعية الطبية العالمية" الدكتور اوتمار كلويبر إن إعلان الحكومة الصينية وقف استئصال أعضاء السجناء "خدعة إدارية". وتعارض الجمعية استخدام أعضاء السجناء في أي دولة تطبق عقوبة الإعدام، وعزت ذلك لعدم وجود طريقة تؤكد أن التبرع يحدث طواعية. وقال كلويبر إن "الجمعية الطبية العالمية" كانت على علم بأن الصين ما زالت مستمرة في استخدام اعضاء السجناء في عمليات الزرع، بما يتنافى مع المعايير الأخلاقية للجمعية، موضحاً أن الإستثناء الوحيد لمبادئ الجمعية هو التبرع لأفراد الأسرة المباشرين. وأضاف إن "الممارسة في الصين غير أخلاقية، ويجب أن تكون العكس، والحيل الإدارية لا تجعلها اخلاقية". لكن كلوبير أشاد بمحاولة الصين تغيير النظام عن طريق تشجيع التبرعات الطوعية خارج السجون، قائلا: "علينا ان نعترف انهم على استعداد لمناقشة الأمر". يذكر أن العديد من الصينيين يترددون في التبرع بأعضائهم بسبب التقاليد الكونفوشيوسية، والتي تعتبر الجسد هدية من الأباء يجب أن يدفن أو أن يتم حرقه سليماً غير منقوص، ويخشى أخرون التبرع خوفا من ان تستغل أعضائهم بشكل غير عادل.