تشهد العلاقات السودانية - التركية تطوراً واضحاً، بعدما دخلت في مرحلة مهمة من الشراكة الاقتصادية والتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والطبية. وذكر المدير التنفيذي لشركة «إنترميل أون» إيرول يحيى، أن «تركيا صدرت خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى تشرين الأول (أكتوبر) من العام الحالي، كمية مساوية لصادراتها في العام 2014 بالكامل، والتي بلغت 2.2 مليون طن، ومن الممكن أن يصل إجمالي حجم صادراتها من الطحين هذا العام إلى 2.5 مليون طن». وتابع: «ستستمر هذه الاعتمادية الاستيرادية في السنوات الخمس المقبلة». وكان وزير الزراعة التركي محمد مهدي، قال في تشرين الأول 2009، في منتدى «تركيا والسودان للتجارة والاستثمار»، أن «الاتحاد التركي لرجال الأعمال والصناعيين (توسكون) أطلق حملة التجارة هناك مع 105 من رجال الأعمال الأتراك من 94 شركة». وأضاف أن «السودان يمكن أن يكون بوابة أفريقيا للتوسع الاقتصادي، وهناك أكثر من 2000 من رجال الأعمال الأتراك و80 شركة تركية ينشطون في السودان، باستثمارات تبلغ نحو 115 مليون دولار». وكشف رئيس اتحاد رجال الأعمال الأتراك في السودان محمد جتنصوي، في تشرين الأول الماضي، عن زيادة حجم التبادل التجاري بين الخرطوم وأنقرة، وقال أن «حجم التبادل التجاري ارتفع الى أكثر من 500 مليون دولار بنهاية العام الماضي، بعدما كان يتراوح بين 250 - 300 مليون دولار العام 2012». وقال جتنصوي في تصريح لوكالة «الأناضول»: «بلغ حجم التجارة بين تركيا والسودان رقماً قياسياً جديداً». وأضاف: «تشمل النشاطات الرئيسة لرجال الأعمال الأتراك في السودان، بناء البنية التحتية وتطويرها، التصنيع، إنتاج الصلب والتعدين». وأشار إلى أن الشركات التركية في السودان «زادت عن 480 شركة تعمل في المجالات الاستثمارية والتجارية، وأوضح أن في عضوية الاتحاد أكثر من 85 شركة». وأعلن وكيل الشؤون الخارجية سينيرلي أوغلو، في وقت سابق، أن حجم التجارة بين السودان وتركيا بلغ 300 مليون دولار، وقال أن «تركيا تأمل بمزيد من التنمية في حجم التجارة في المستقبل». وفي مجال التعاون الطبي، افتتح نائب رئيس الوزراء التركي السابق أمر الله أشلر، في شباط (فبراير) 2014، «المستشفى التركي» في دارفور بجنوب السودان، ويعد أكبر مشروع في مجال الصحة في السودان، ويضم جميع التخصصات. يُذكر أنه في العام 2009، رفعت حكومة السودان تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، وذلك في إطار تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. ودعا الرئيس السوداني عمر البشير، رجال الأعمال الأتراك الى الاستثمار في السودان، قائلاً: «نريد إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين. نريد رجال الأعمال الأتراك للاستثمار ليس فقط في قطاع الزراعة، لكن أيضاً في بناء البنية التحتية».
