كشف تنظيم «داعش» تفاصيل جديدة عن تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء الشهر الماضي، فيما اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين على إجراءات جديدة لضمان أمن المطارات، تمهيداً لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين. وقال «داعش» في مجلة «دابق» الناطقة باسمه أمس، إن إسقاطه الطائرة جاء رداً على التدخل العسكري الروسي في سورية. وأشار إلى أنه كان قرر «إسقاط طائرة تتبع دولة منضوية في التحالف» الدولي ضد التنظيم، بعد «اكتشاف طريقة لتجاوز الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ». لكن بعد إعلان روسيا غاراتها في سورية «تغير الهدف إلى طائرة روسية، وتم تهريب قنبلة إلى داخل الطائرة». ونشر التنظيم صورة للقنبلة التي استخدمت في إسقاط الطائرة وتم تهريبها في عبوة مياة غازية، وصوراً عالية الجودة لجوازات سفر ثلاثة من الضحايا قال إن «المجاهدين حصلوا عليها»، ما يرجح وصول عناصره إلى موقع سقوط الطائرة قبل قوات الأمن المصرية. وأضاف أن «جنود الخلافة نجحوا في إسقاط طائرة ركاب روسية فوق ولاية سيناء... ليظهروا للروس ومن يتحالف معهم أنهم لن ينعموا بالأمان في أراضي وأجواء المسلمين، وأن قتلهم العشرات يومياً في الشام عبر الغارات الجوية، لن يجلب عليهم سوى المصائب، وأنهم كما يقتلون سيُقتلون». وبعد يوم من إعلان روسيا أن تفجيراً أسقط الطائرة وتمسك القاهرة بأن «لا أدلة جنائية» على ذلك، تحادث الرئيسان المصري والروسي هاتفياً. وفي حين حرصت القاهرة على تأكيد «متانة العلاقات بين البلدين»، تحدث الكرملين عن توافق على «إجراءات لتحسين أمن الطيران كخطوة نحو استئناف الرحلات الجوية بين البلدين»، بعدما علقتها روسيا في أعقاب سقوط الطائرة. وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيسين «توافقا خلال الاتصال على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب، خصوصاً أن المرحلة الحالية تفرض أكثر من أي وقت مضى أهمية تضافر جهود البلدين معاً من خلال مقاربة دولية شاملة تضمن اتخاذ إجراءات حاسمة ورادعة ضد قوى التطرف والإرهاب التي باتت تستهدف دول العالم كافة من دون تفريق». وأوضح البيان أن السيسي وبوتين «أكدا خلال الاتصال على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعد والمجالات كافة، ونوها إلى كونها علاقات تاريخية قوية وراسخة، وسيزداد تعزيزها في المرحلة المقبلة التي ستشهد آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين على كل الصعد». وأعرب السيسي عن «تفهم مصر وشعبها للألم الذي يستشعره الشعب الروسي الصديق نتيجة حادث سقوط الطائرة المنكوبة»، لافتاً إلى «التعاون الذي تبديه السلطات المصرية مع السلطات الروسية المعنية في كل مراحل التحقيق والوقوف على الملابسات والتفاصيل التي تحيط بهذا الحادث كافة». وأكد الرئيسان «أهمية العمل معاً بمعاونة الدول الصديقة من أجل تحقيق واقع أفضل لشعوب المنطقة، والحفاظ على مؤسسات دولها وصون مقدرات شعوبها»، في إشارة إلى سورية. وتواصلت أمس ردود الفعل المصرية على تبعات إعلان موسكو أول من أمس أن قنبلة تسببت في سقوط الطائرة، فدافع وزير الداخلية مجدي عبدالغفار عن الإجراءات الأمنية في المطارات، معتبراً أن «معدات وأجهزة التأمين في المطارات كفاءتها ممتازة وتُراجع في شكل دائم، سواء من جانب السلطات المصرية أو من جانب السلطات التي تبدي رغبتها في معاينة التأمينات، وهذا الأمر متعارف عليه دولياً». وأوضح أن السلطات «تتبادل إجراءات تفتيش المطارات بمعدات وتجهيزات للتأكد من تحقيق منظومة التأمين على مستوى مطارات العالم كله»، لافتاً إلى أن «العالم كله يواجه موجة عاتية من الإرهاب تستدعي تضافر الجهود الدولية لمواجته في ظل هذه الفترة العصيبة، وهناك ضرورة لتوحيد الجهود والإرادة في مواجهة الإرهاب». وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية نقلت عن مصادر رئاسية نفيها «ما يتم تداوله على بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية المجهولة من معلومات عن تورط بعض العاملين في مؤسسة الرئاسة في سقوط الطائرة الروسية». وكانت سلطات مطار القاهرة منعت إقلاع طائرة متجهة إلى الغردقة، بعد تقدم راكب ببلاغ إلى قائد الطائرة باشتباهه بوجود قنبلة على متنها، بعدما لمح رسالة يكتبها راكب يجلس إلى جواره على هاتفه المحمول «تفيد بتفجير الطائرة عقب إقلاعها». لكن بعد فحص الطائرة وحقائب الركاب تبين خلوها من أي متفجرات، فيما أوقف ثلاثة ركاب للتحقيق معهم. وبعد الاتصال الهاتفي مع بوتين، ترأس السيسي اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مقر وزارة الدفاع، في مؤشر على أن معلومات جديدة ناقشها الرئيسان استدعت هذا الاجتماع الرفيع. وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان، إن اجتماع الرئيس مع قادة الجيش شدد على «اليقظة والاستعداد القتالي في ظل دقة الأوضاع الإقليمية، وما ترتكبه الجماعات الإرهابية من عمليات آثمة خارج نطاق منطقة الشرق الأوسط». ودعا إلى «تعزيز التعاون الأمني وتضافر جهود المجتمع الدولي من خلال مقاربة شاملة لدحر الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف».