بعد احتلال تفجيرات باريس معظم الأخبار في وسائل الإعلام العالمية، وغياب بيروت عن المشهد الإعلامي العالمي على رغم استهدافها بتفجيرين، ارتفعت أصوات منتقدة في مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الإعلام الغربي يعيد النظر ويكتب أكثر عن بيروت وضحايا التفجيرات فيها. وروى موقع "سي أن أن" الأميركي، قصة الشاب اللبناني عادل ترمس (32 سنة)، الذي تحوّل إلى رمز للمواجهة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعدما تصدى لأحد الانتحاريين خلال التفجيرات التي ضربت منطقة برج البراجنة في بيروت (أحد معاقل حزب الله)، متسبّبة بمقتل 43 شخصاً وجرح العشرات، ليكرر بذلك نماذج أخرى مماثلة في السعودية والعراق في مواجهة التنظيم. ونقل الموقع عن والد القتيل، أكرم ترمس، قوله أن "عادل كان في عمله، وانصرف عند الخامسة مساء تقريباً ووصل إلى المنزل، وقال لزوجته أنه ذاهب للصلاة في المسجد، فطلبت منه زوجته البقاء لتناول الطعام مع طفليه لإحساسهما بالجوع، فوعدها بعدم التأخر. وكما تعلمون، لدينا ليلة الجمعة دعاء كُميل (دعاء يردده أتباع الطائفة الشيعية) في المسجد، وخلال الدعاء وقع الانفجار الأول". وتابع أكرم، ناقلاً عن أشخاص كانوا في الموقع ساعة الحدث، بالقول أن الناس خرجوا لرؤية ما حصل بعد الانفجار الأول، وبينهم عادل، الذي وجد شخصاً يسير من منطقة مستشفى الرسول الأعظم وهو يكبّر، فقام بالالتفاف حوله والقبض عليه من الخلف، ووضعه على الأرض، لكن الانتحاري تمكّن من تفجير نفسه. ونقلت صحيفة "غلوبل بوست" عن المدوّن والطبيب إيلي فارس، الذي يعيش في بيروت، قوله: "هناك العديد من الأسر ومئات العائلات على الأرجح، يدينون بحياتهم لعادل بسبب تضحيته". وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن حشوداً كانت تردد شعارات أثناء حمل جثمان ترمس يوم الجمعة الماضي في قرية طلوسة، جنوبلبنان، في حين كان اثنان من أطفاله يحملان صورته. ووصفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، التفجير الأخير بأنه "الأسوأ في لبنان"، منذ تفجيرات آب (أغسطس) في العام 2013، والتي راح ضحيتها 47 شخصاً. وأكدت أنه لو لم يتدخل الشاب اللبناني عادل، لربما أصبح الوضع أسوأ بكثير. يذكر أن تنظيم "داعش" أعلن مسؤوليته عن الهجوم. وسبق ل "حزب الله" أن أعلن قبل سنوات، مشاركته في القتال في سورية ل "مواجهة داعش"، غير أن الحزب يخوض معارك الى جانب الجيش السوري النظامي على جبهات كثيرة، ضد فصائل معارضة عدة. ومنذ ذلك الوقت، شهدت مناطق مؤيدة ل "حزب الله" موجة تفجيرات حصدت أرواح العشرات.