اختلفت إيران مع القوى العالمية الأربعاء حول مستقبل مفاعل نووي تعتزم إيران بناءه قد ينتج بلوتونيوم يستخدم في إنتاج قنابل، لكن كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وصفت المحادثات بأنها "جوهرية ومفيدة". وقالت إن الجانبين سيجتمعان مرة أخرى في نيسان (إبريل). والاجتماع الذي عقد في فيينا هو الثاني في سلسلة اجتماعات تأمل القوى الغربية الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا أن تؤدي إلى تسوية يمكن التحقق منها حول نطاق برنامج إيران النووي وضمان أنه موجه لأغراض سلمية وحسب، وتبديد خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط. وحاول الجانبان هذا الأسبوع تسوية خلافاتهما في شأن اثنتين من القضايا الأكثر تعقيداً: مستوى تخصيب اليورانيوم الذي يجرى في إيران ومفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل. ويرى الغرب المفاعل مصدراً محتملاً للبلوتونيوم المستخدم في إنتاج قنابل. ولم يتوصل الجانبان إلى اتفاقات على ما يبدو واكتفيا بالقول انهما سيجتمعان مرة أخرى في الفترة من 7 9 نيسان (أبريل) في العاصمة النمساوية أيضاً. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أبدى تفاؤلاً بأن تتمكن طهران والقوى العالمية الست من التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص النزاع النووي قبل انتهاء المهلة المتفق عليها في 20 تموز (يوليو). والهدف الأكبر هو تجاوز انعدام الثقة الراسخ والمتبادل ودفع الغرب إلى الثقة في أن إيران لن تكون قادرة على إنتاج قنابل ذرية وأن تحصل طهران في المقابل على إنهاء كامل للعقوبات الاقتصادية التي أصابت اقتصاد الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بالشلل. وتنفي إيران أن يكون برنامجها النووي السلمي المعلن واجهة لتطوير وسائل إنتاج الأسلحة النووية لكن القيود التي تفرض على مفتشي الأممالمتحدة ومعلومات أجهزة المخابرات الغربية حول بحوثها ذات الصلة بإنتاج قنبلة أثارت المخاوف. وقالت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي للصحافيين بعد يومين من المحادثات: "أجرينا مباحثات جوهرية ومفيدة غطت مجموعة من القضايا من بينها برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم ومفاعل آراك، الذي يعمل بالماء الثقيل وعقوبات الغرب على إيران"، من دون أن تذكر أي تفاصيل. وأشارت إلى أن "القوى العالمية وإيران اتفقتا على إجراء جولة جديدة من المحادثات النووية في فيينا في الفترة من السابع إلى التاسع من نيسان (ابريل)". وتطالب الولاياتالمتحدةإيران بإلغاء أو إدخال تعديل جذري على المفاعل الذي لم يكتمل بناؤه بعد، لكن إيران رفضت الفكرة إلى الآن وتلمح إلى أنها قد تدخل تعديلات على المنشأة النووية. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحافيين مشترطاً عدم الكشف عن شخصيته: "تبادلنا مع إيران الأفكار التي لدينا". وتابع: "نقول منذ فترة طويلة إننا نرى أنه لا ينبغي أن يعمل مفاعل آراك بالماء الثقيل كما هو الآن وإننا لا نعتقد أن هذا يلبي أهداف هذه المفاوضات". وأضاف المسؤول أن التخصيب نقطة أخرى حرجة في المحادثات. وقال: "هذه فجوة (حول التخصيب) ستتطلب قدرا من العمل الشاق للوصول إلى نقطة يمكننا أن نجد فيها اتفاقاً". ومثلما حدث في الجولات السابقة من المفاوضات عقد الوفد الأميركي في المحادثات برئاسة وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويندي شيرمان اجتماعاً ثنائياً مع الوفد الإيراني استمر 80 دقيقة. وقال المسؤول الأميركي إن هذه الاجتماعات المباشرة رفيعة المستوى بين البلدين اللذين توجد بينهما خصومة قديمة والتي لم يكن من الممكن تصورها فعلياً قبل عام أصبحت اجتماعات "عادية" تقريبا. وتريد الدول الغربية أن تضمن تعديل مفاعل آراك في شكل كاف للتأكد من أنه لا يشكل تهديداً بنشر الأسلحة النووية. وتصر إيران على حرية عمل المجمع المقام في الصحراء في ظل أي اتفاق وأنه يستهدف فقط إنتاج نظائر مشعة لأغراض طبية. وقال وزير الخارجية الإيراني للصحافيين: "مفاعل آراك جزء من برنامج إيران النووي ولن يغلق (مثل) أنشطة البحوث والتطوير التي نجريها". ومن بين الخيارات المحتملة لحفظ ماء الوجه في إيران السماح لها بالإبقاء على المفاعل مع طمأنة الغرب إلى أنه لن يستخدم في أغراض عسكرية بتقليل قدرته وتغيير طريقة تزوده بالوقود. وتعتزم إيران والقوى الغربية إبرام اتفاق دائم بأواخر تموز (يوليو) عندما ينتهي أجل اتفاقهما المؤقت الاستكشافي الذي أبرم في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأبدى ظريف تفاؤله إزاء المحادثات. وقال "نحاول في هذه المرحلة بلورة فكرة... عن القضايا المتضمنة وكيف يرى كل طرف الجوانب المختلفة لهذه المشكلة". وسئل عما إذا كان يتوقع الالتزام بالمهلة الخاصة بالتفاوض، فقال: "نعم أتوقع ذلك. أنا متفائل بشأن 20 تموز/ يوليو". ويدرك الجانبان أنه قد يكون من الصعب التوصل إلى اتفاقيات تدريجية من دون أن تكون لديهم صورة شاملة ويصران على أنه "لا يمكن الاتفاق على شيء من دون الاتفاق على كل شيء". والقدر الكبير من التقدم الذي تحقق إلى الآن أحرز منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في العام الماضي وهو معتدل نسبيا أطلق سياسة "التواصل البناء" لإنهاء عزلة إيران الدولية. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن روحاني قوله "هدفنا النهائي هو الحفاظ على برامجنا النووية السلمية بما يتفق مع القواعد الدولية وفي الوقت نفسه تبديد مخاوف المجتمع الدولي. واضاف: ""نحن راضون عن النتائج التي تحققت إلى الآن ونأمل أنه ستتم تسوية النزاع كله قريبا عن طيب خاطر من الطرف الآخر". وتحسنت بشكل كبير العلاقات اليومية بين إيران والقوى الست منذ وصول روحاني إلى السلطة. وتجرى مقابلات مباشرة في الوقت الحالي بين بعض المسؤولين الكبار الذين يتحدثون من دون كلفة وبالإنكليزية من دون حاجة إلى ترجمة رسمية. وقال المسؤول الأميركي الكبير الأربعاء: "الجميع محترفون وجادون للغاية وشديدو التركيز. لا يوجد تكلف ولا انسحاب ولا يوجد صياح ولا صراخ... الناس يدركون أن المخاطر كبيرة للغاية". غير أن الفجوات بين توقعات الجانبين والانقسامات الداخلية لدى كل طرف ما زال من شأنها إفساد الجهود الديبلوماسية. وتواجه كل من الولاياتالمتحدةوإيران- وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات- ضغوطاً شديدة من المتشددين في كل دولة. وتريد القوى الست كذلك جدولة تخفيف العقوبات المفروضة على إيران لسنوات أو ربما لعقود لضمان الاحتفاظ بقدرتهم على التأثير على طهران ولضمان احترامها لالتزاماتها بموجب الاتفاق. وأوقفت إيران بالفعل النشاط الأكثر حساسية المتعلق بتعليق تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى- وهو إجراء قد يوفر الوقود اللازم لإنتاج قنبلة- بموجب اتفاق نوفمبر وحصلت على تخفيف ضئيل للعقوبات.