أعلنت إسرائيل في بيان اليوم (الثلثاء) حظر الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية (حماس)، بعد اتهامه بالتحريض على أعمال العنف التي بدأت مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في محيط المسجد الأقصى في القدسالشرقيةالمحتلة. ويأتي هذا الحظر في اطار التحركات الإسرائيلية على جبهات عدة لوقف عمليات الطعن والهجمات المسلحة وعمليات الصدم بالسيارات التي يشنها فلسطينيون، وبعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مراراً عزمه قمع جميع المتهمين بالتحريض. وداهمت قوات الأمن الإسرائيلية مكاتب الحركة، إضافة إلى 17 منظمة مرتبطة بها صباح اليوم، وصادرت أموالاً ووثائق واجهزة كمبيوتر، وفق الشرطة. واستدعت السلطات الإسرائيلية ثلاثة من قادة «حماس» للتحقيق معهم في مركز شرطة حيفا وهم الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال الخطيب، ومسؤول ملف القدس والأقصى في الحركة الإسلامية الدكتور سليمان احمد. وقالت الحكومة الاسرائيلية في بيانها إن «أي شخص ينتمي إلى هذه الحركة أو يقدم خدمات لها أو يعمل في اطارها بات يرتكب جريمة عقوبتها السجن»، مضيفة أن «السلطات صادرت كل ممتلكات الحركة». وتابع البيان أن «الجناح الشمالي للحركة الإسلامية يقوم منذ سنوات بحملة تحريض على العنف ملفقة تحت شعار (الأقصى في خطر)، وتتهم إسرائيل جزافاً بأنها تريد التعرض للمسجد وانتهاك الوضع القائم». وتابع البيان أن «هذه النشاطات أدت إلى تصعيد ملحوظ في التوتر على جبل الهيكل».، وهو التعبير الذي يستخدمه اليهود للإشارة إلى الحرم القدسي. وعلق الشيخ رائد صلاح على قرار الحظر بأن «كل هذه الإجراءات التي قامت بها المؤسسة الإسرائيلية، هي إجراءات ظالمة ومرفوضة. والحركة الإسلامية ستبقى قائمة ودائمة برسالتها تنتصر لكل الثوابت التي قامت لأجلها، وفي مقدمتها القدس والأقصى المباركان، وأسعى بكل الوسائل المشروعة المحلية والدولية لرفع هذا الظلم الصارخ عنه». وأعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وهي جهاز قيادي للعرب في إسرائيل، عن اضراب شامل الخميس المقبل، ووقفة احتجاجية الجمعة المقبل على مفارق الطرق. وقال رئيس لجنة المتابعة العربية وعضو «الكنيست» السابق محمد بركة إن «قرار حظر الحركة الإسلامية هو قرار سياسي وليس قراراً أمنياً، حتى أن جهاز الشباك (الأمن الداخلي) معارض للحظر وبالطبع نحن لسنا معهم، لكن ذلك يؤكد عدم وجود سبب أمني، أن الحظر هو مصالح سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو». واستنكر بركة الهجوم على قادة ومؤسسات الحركة الإسلامية الشمالية وإغلاقها وقال إن «الحركة الإسلامية الشمالية جزء ناشط في المتابعة». وحذر بركة المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة من «استغلال الأوضاع القائمة في المنطقة والعالم، لتصعيد هجومها القمعي والاستبدادي ضد جماهيرنا العربية في البلاد وشعبنا ككل». ومن جهة آخرى، دانت حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة القرار الإسرائيلي. وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري في بيان إن «الحركة تدين القرار وتعتبره عملاً عنصرياً يستهدف الوجود العربي في الداخل الفلسطيني». ودعا ابو زهري المجتمع الدولي ل «تحمل مسؤولياته تجاه الاجراءات العنصرية الاسرائيلية التي تؤكد مجدداً أن الاحتلال الإسرائيلي هو مجرد عصابة إرهابية».