أنقرة - يو بي آي، أ ف ب، رويترز - أجّل المؤتمر السنوي حول العلاقات الأميركية - التركية الذي كان مقرراً عقده من 11 إلى 14 نيسان (أبريل) المقبل في واشنطن، على خلفية قرار لجنة في الكونغرس اعتبار أحداث 1915 التي تعرض لها الأرمن في تركيا «إبادة جماعية». ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» عن المجلس التركي للعلاقات الاقتصادية الخارجية أمس ان المؤتمر الذي ينظمه مجلس الأعمال التركي - الأميركي والمجلس الأميركي – التركي أجّل بسبب قرار لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي الاعترف بالإبادة الأرمنية وما تبع ذلك من تطورات، خصوصاً أن القرار أثار حفيظة أنقرة التي استدعت سفيرها من واشنطن للتشاور. واتخذ مجلس الأعمال التركي - الأميركي والمجلس الأميركي - التركي القرار سوية، وأسفا للتأجيل وأعربا في الوقت عينه عن ثقتهما في صحة العلاقات التجارية والاستثمارية بين تركيا والولاياتالمتحدة. ولم يحددا موعداً جديداً لانعقاد المؤتمر. على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أثناء لقائه فنانين أتراكاً في اسطنبول انه لا ينوي على الفور طرد المهاجرين الأرمن غير الشرعيين من تركيا. وفي عودة عن تهديده الأسبوع الماضي الذي أثار موجة تنديد في تركيا والخارج، طلب من الدول الغربية أن تتوقف عن إدانة بلاده بارتكاب «إبادة» بحق الشعب الأرمني، متهما إياها ب «التدخل» في العلاقات التركية - الأرمنية. وكان أردوغان أعلن الثلثاء لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) انه يعتزم طرد الأرمن المتواجدين على الأراضي التركية بصورة غير قانونية إذا ما واصلت برلمانات العالم التصويت على «إبادة» الأرمن بأيدي الأتراك أبان الحرب العالمية الأولى، كما حصل أخيراً في الولاياتالمتحدة والسويد. وحذر أردوغان أنذاك قائلاً: «يوجد 170 ألف ارمني في بلدي. بينهم 70 ألفاً من المواطنين فيما نغض الطرف عن ال100 ألف الآخرين (...) لكن يمكن، إذا اقتضى الأمر، أن أجد نفسي مضطراً إلى أن أطلب منهم العودة إلى بلدهم. أنهم ليسوا أبناء وطني (...) ولست ملزماً بالسماح لهم بالبقاء هنا». وأوضح أردوغان أثناء اللقاء مع الفنانين الأتراك أن ملاحظاته كانت تستهدف بالفعل «لفت الانتباه العالمي إلى مقاربتنا المتسامحة حيال هؤلاء الناس» ولا تعني «اننا سنتخذ قراراً على الفور» بطردهم. ويقول الأرمن أن 1.5 أرمني قتلوا في المذابح وعمليات الترحيل القسرية التي تعرضوا لها على أيدي العثمانيين بين عامي 1945 و1917. فيما تؤكد تركيا أن عدد هؤلاء يتراوح بين 250 و500 ألف فقط وترفض وصف هذه العمليات ب «الابادة» وهي الصفة التي اعترفت بها خصوصاً باريس وأوتاوا والبرلمان الأوروبي. وأضاف أردوغان: «إن ما أقوله هو أن الذين يصوتون على هذه القرارات التي لا أساس لها (في شأن الإبادة) ... ينبغي أن يأخذوا في الاعتبار المقاربة الإنسانية التي نتحلى بها في ما يتعلق بهذه المشكلة .. ينبغي أن لا يتدخلوا في العلاقات التي نقيمها مع جيراننا». وأثارت تصريحات أردوغان ل «بي بي سي» استنكار أرمينياً وانتقدتها الصحافة التركية ومسؤولون في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. كما أن أبدى مهاجرون أرمن في منطقة كومكابي التركية الفقيرة قلقهم بعد تصريحات أردوغان.