دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشعب العراقي الى المزيد من التآخي والتلاحم في ما بينهم لمواجهة التحديات التي تحيط بالبلاد، فيما أكدت وزارة الداخلية ان الاجراءات الامنية المشددة التي كانت شرعت بها خلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من آذار (مارس) الجاري لا تزال سارية دونما تغيير لحين اعلان النتائج النهائية للانتخابات خشية الدخول في ازمات. وقال المالكي في برقية تهنئة بمناسبة أعياد نوروز التي تصادف اليوم الأحد «أدعو بهذه المناسبة جميع أبناء الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وجميع طوائفه وقومياته، الى المزيد من التآخي والتلاحم في ما بينهم لمواجهة التحديات التي تحيط ببلادنا، وان نتعاون جميعاً لبناء العراق الاتحادي المزدهر الذي ينعم فيه الجميع بالحرية والمساوآة بعيداً عن أجواء الظلم والاستبداد والتمييز التي سادت خلال العقود الماضية». وشهدت مناطق اقليم كردستان استعدادات امنية واسعة لحماية احتفالات اعياد «نوروز» التي تصادف 21 من آذار (مارس) من كل عام. وانتشرت القوات الامنية الكردية في مداخل المدن والشوارع الرئيسة حيث تقام احتفالات كبيرة ابتداء من مساء أمس. وكانت آلاف من العائلات من مناطق مختلفة توجهت منذ أيام الى مدن اقليم كردستان للمشاركة في اعياد نوروز. من جانبه قال مساعد وكيل وزير الداخلية اللواء طارق العسل ل «الحياة» ان «القوات الامنية والعسكرية ما زالت في حالة استنفار كامل وقد اوعزت القيادات العليا المشرفة على الخطة الامنية الخاصة بالانتخابات وبرئاسة الفريق ايدن خالد الالتزام بالضوابط الامنية التي أقرت في خطة أمن المراكز الانتخابية ومدن البلاد». وأضاف: «القوات الامنية ما زالت في حالة استنفار امني كامل مع الاستمرار بعمليات التفتيش والدهم لبعض الاهداف التي تأوي بعض الجماعات او العصابات الارهابية وتلك المعلومات عادة ما يؤمنها الجهاز الاستخباري والاخير يستقي معلوماته الدقيقة من بعض المخبرين الموثوق بهم لا سيما عناصر مجالس الاسناد التي شكلتها الحكومة العراقية بعد صولة الفرسان التي نفذتها في آذار 2008». وتابع: «لا نتوقع حدوث اية تداعيات امنية بعد اعلان نتائج الانتخابات النهائية وما يروج له البعض من تأثير النتائج على امن البلاد لا صحة له، لكون غالبية الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات وبحسب معطيات المرحلة يبدو انها مقتنعة بالنتائج التي حققتها». وأضاف: «الحكومة العراقية تولي اهتماماً خاصاً بالجهد الاستخباري الذي اثبت فاعليته في الآونة الاخيرة لا سيما أن عمل أجهزة الاستخبارات يتطور بتطور تكتيك الجماعات المسلحة وتغيير دفاعاتهم اللوجستية». ويُشرف الفريق ايدن خالد قائد خطة حماية الانتخابات على قوات أمنية مشتركة «وزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني» فضلاً عن فوج الطوارئ المرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي. وأكد عبد الكريم ذرب مسؤول اللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد ان «الاجراءات التي تم تعميمها على الفرق التابعة لمجالس البلدية المرتبطة بمجلس المحافظة ما زالت سارية ولم ننته او نخرج من حالة الاستنفار التي بدأت مع موعد الانتخابات». وأضاف في اتصال مع «الحياة» ان «فرقنا تضطلع بمهمة تأمين المعلومات الامنية اللازمة فضلاً عن انها تشكل عنصر اسناد مهم للقوات والقطعات الامنية كونها على دراية بالتوصيف الجغرافي والديموغرافي لكل مدينة ومن هنا تأتي أهمية اشتراك مجلس المحافظة مع عمليات بغداد وقيادة خطة الطوارئ لتأمين الانتخابات». وأوضح ان «الاوضاع تحت السيطرة والتعزيزات الامنية يمكنها افشال اية مخططات او محاولات ارهابية لزعزعة الامن».