أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا استعدت على أكمل وجه لاستضافة قمة مجموعة العشرين G20، التي ستنطلق يوم غدٍ (الأحد)، في مدينة أنطاليا، والتي من المتوقع تبنّيها خريطة طريق المستقبل للقمم المقبلة. جاء ذلك في معرض إجابته على أسئلة وكالة الأناضول، حيث قال أردوغان: «يمكنني القول إننا مررنا بمرحلة تحضيرات مهمة بنجاح، وأنا واثق من أنها ستكون قمة مختلفة للغاية، أيام 14 و15 و16 من الشهر الحالي»، منوهاً بأنه يرغب في رؤية الوضع النهائي في المنطقة التي ستعقد فيها القمة، والتي أعلنت منطقة أمنية. وأشار أردوغان إلى أن الاجتماع الأول لمجموعة العشرين عقد في واشنطن عام 2008، بينما كانت الأزمة العالمية في أوجها، لافتًا إلى أنه شارك في قمم «العشرين» كافة باستثناء القمة التي عقدت في مدينة بريزبن الأسترالية. وشدد الرئيس التركي على أن قمة مجموعة العشرين تعد منتدى يجمع اللاعبين الاقتصاديين العالميين، فضلاً على توفيرها إمكانية مناقشة مواضع مختلفة على الأجندة العالمية، خلال مأدبات العمل، حيث يعد ملف التغير المناخي أحد المواضيع التي ستتم مناقشتها، على سبيل المثال، خلال القمة المرتقبة، فضلاً على موضوع الإرهاب الدولي، الذي يعد من بين المواضيع المطروحة. ولفت أردوغان إلى أن القمة ستحضرها 35 مجموعة، ضمنها الأعضاء العشرون، مثل تركيا والاتحاد الأوروبي، فضلاً على منظمات دولية. وأشار إلى أن تركيا ستجري لقاءات ثنائية، فضلاً على لقاءات بين الوفود، باعتبارها تتولى الرئاسة الدورية، وتنسق مع أستراليا باعتبارها الرئيس السابق، والصين التي ستتولى الرئاسة الدورية بعد تركيا. وذكر أردوغان أنه سيتم بحث ما يمكن فعله حيال المستقبل، خلال اللقاءات، مشيراً إلى وجود ست مجموعات فرعية منبثقة عن مجموعة العشرين. كما نوّه لتأسيس مجموعة «سيدات العشرين» خلال رئاسة تركيا الدورية، لتضاف إلى المجموعات الأخرى، مثل «شباب العشرين»، و«رجال الأعمال»، و«المنظمات المدنية» و«النقابات». ولفت أردوغان إلى أن المجموعات الست تعمل في مجالات مختلفة، بينها الزراعة والطاقة، إذ جرى عقد أكثر من 70 اجتماعًا حتى اليوم، مبينًا أن الاجتماعات لا تجري في تركيا فحسب، بل في بقية الدول الأخرى أيضاً، وفي مقدمها الولاياتالمتحدة. ونوه أردوغان بأنه استضاف الوفود المعنية أخيراً في المجمع الرئاسي بأنقرة، واطلع عن كثب على نتائج أعمالها، معرباً عن اعتقاده بأن القمة ستكون الأكثر حيوية وفائدة بين القمم التي عقدتها «مجموعة العشرين». وأردف الرئيس التركي أنه ستجري مناقشة مواضيع الطاقة، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والأمن الغذائي، والتغير المناخي، معرباً عن اعتقاده بأن البيان الختامي لقمة أنطاليا سيكون حافلاً، وسيمثل خريطة طريق للمستقبل، بالنسبة إلى قمم العشرين اللاحقة. «المقاربة الشاملة» وذكر أردوغان أن كل قمة لها خصوصيتها، إذ تبنت تركيا شعارات «المقاربة الشاملة»، و«الاستثمار»، و«التطبيق» خلال رئاستها الدورية، مشيراً إلى أن التركيز على دور الشباب، والنساء، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، يندرج في إطار المقاربة الشاملة. ولفت أردوغان إلى أن المقاربة، تتضمن مفهوم النمو الشامل، والتعاون بين الدول المتقدمة، والصاعدة، والأقل نمواً، مشيراً إلى أهمية الاستثمارات في البنى التحتية، وأن هناك هدفاً لتنفيذ استثمارات في هذا المجال، تراوح قيمتها بين 80 و100 تريليون دولار، حتى عام 2030. وشدد الرئيس التركي على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، من أجل تنفيذ تلك الاستثمارات، منوهاً بأنه «لا يمكن تحقيق البنية الفوقية من دون استثمارات البنية التحتية»، وأن تركيا تعد أحد أفضل النماذج للتعاون بين القطاعين، حيث نجحت في ذلك في غضون الأعوام ال12 الأخيرة، وستستمر في ذلك. هذا وأكد أردوغان أهمية الصيرفة الإسلامية التي تعرف ب«البنوك التشاركية» في تركيا، منوهاً في الوقت ذاته بأنه لا يرحب كثيراً، بالعمل المصرفي «التقليدي»، على الصعيد الشخصي. بروتوكول كيوتو وقال أردوغان إن إحدى مأدبات العمل في «قمة العشرين»، ستتمحور حول التغير المناخي، مبيناً أنه شارك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، في اجتماع برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة، بهذا الخصوص، حيث أدلى ببعض التصريحات، إلى جانب شخصيات مثل المستشارة الألمانية، ورئيس البيرو، فضلاً على الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الذي تستضيف بلاده مؤتمر باريس حول التغير المناخي في ال30 من الشهر الجاري، مؤكداً أن قمة العشرين ستشكل فرصة لتناول الموضوع بشكل مفصل. ولفت إلى أهمية «بروتوكول كيوتو»، وذكر أن هناك دولاً لم توقع عليه حتى اليوم، وأنه «ينبغي حل هذا الموضوع»، مشدداً على خطورة تصاعد مستوى انبعاث الغازات، في العالم. وأشار الرئيس التركي إلى وجود دول تلتزم بالمعايير المتعلقة بالحد من الانبعاثات، وهناك دول لا تلتزم بذلك، مؤكداً ضرورة أن توفر الدول المتقدمة دعماً مالياً للدول الصاعدة والنامية قليلاً أو تلك الأقل نمواً، من أجل إزالة الانبعاثات التي تهدد المناخ. وذكر أردوغان أن قمة باريس حول التغير المناخي، تعد بمثابة اجتماع ختامي، معرباً عن اعتقاده بأن القرارات التي ستصدر عنها ستؤدي إلى التخلص من هذا الخطر الذي يهدد مستقبل العالم.