شتان بين الطموح الذي يحصد الذهب، والفوز فقط، ولو توالى، ما دام لم تنل به كأساً أو تتحقق به بطولة، والنصر للطامحين ليس إلا جسراً لا بد من أن يفضي للمنصة، وإلا فلا قيمة له ولا أهمية، والمنصة غاية كبرى يجب ألا يقف عندها متفرجاً أو فاغراً فاه حسرة وهو ثانٍ، بل أول منتصر رافعاً كأساً ومتوشحاً ذهباً وممتطياً صهوة المجد في فضاء لا يتسع إلا له وحده، فيما من غايتهم دنيا، ينتهي كل شيء عندما يفوزون وينكصون على أعقابهم خروجاً يجرون أذيال الهزيمة ويظلون يدورون في الفلك ذاته كل عام. في مسابقة دوري أبطال آسيا، إن كان الأهلي ثم الاتحاد يوشكان على التوديع أو هكذا بدت الأمور فإن الفوزين الهلالي والشبابي لا ينبغي أن يأخذا أكبر من حجمهما، فهما بلا قيمة ولو تصدرا بهما مجموعتيهما، فما زالت البطولة في البدء والختام قد يكون مختلفاً، والبطولة مطلب سعودي سواء كانت للهلال أم الشباب أو حتى لو انتفض الاتحاد واختطفها، لذا لا يجب أن يركن أي منهم لفوز يحققه ولو بنتيجة قياسية في الأدوار التمهيدية، ما لم تكن غايته أن تكون الكأس في الأراضي السعودية، وأن تأتي عنوة من شرق القارة التي لم يوجد لدى اتحاد آسيا غيرها مقراً لإقامة نهاية مسابقاته عاما بعد عام. كل نتيجة تتحقق لا تعني شيئاً، فلا يُخدَع لاعبونا بما يقال في الصحف أو يبثه موقع الاتحاد الآسيوي ووكالات الأنباء عن الفوزين المبهرين للهلال والشباب وتصدر المجموعات الآسيوية، وغيرها الكثير من الكلام الذي لا طائل من ورائه، وهل ننسى ما عانى منه الاتحاد في النسخة الماضية، وكيف لم يشفع له سجله الناصع فيها حيث كان الأكثر أهدافاً والأفضل والأجمل أداءً، ولكنه مع ذلك ونتيجة للترشيح المسبق والتخدير الإعلامي غير المسؤول الذي انطلى على الجميع خسر النهائي، فهل تذكرنا فوزه على أم صلال ب 7 أو على ناغويا الياباني بستة، أم ما زلنا نتحسر على خسارة النهائي الذي كان بين يديه، وهي الخسارة التي لا تزال حاضرة في الأذهان على رغم بدء نسخة جديدة من البطولة، وما زال الاتحاد يدفع ثمن فقدها باهضاً محلياً وخارجياً. فيا أيها الفائزون هلالاً وشباباً... احذروا الوقوع في فخ الترشيحات، فلم تحققوا كأس آسيا بعْدُ، وما حدث ليس إلا جسراً موصلاً لها وقد يتحطم فلا صدارة تنفع ولا أهداف تفيد.