نجح النظام السوري أمس في السيطرة على بلدة الحاضر المهمة في ريف حلب الجنوبي بعد معارك استمرت أسابيع، في وقت وسّعت قواته انتشارها حول مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي بعد أيام فقط من كسر حصار فرضه تنظيم «داعش» واستمر سنتين. وتواصلت، في غضون ذلك، المعارك العنيفة في الغوطة الشرقيةلدمشق حيث يحاول النظام استعادة مطار مرج السلطان من أيدي «جيش الإسلام». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس «تمكّن حزب الله اللبناني وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني ومسلحين آخرين موالين للنظام من تحقيق المزيد من التقدم داخل بلدة الحاضر واستعادة السيطرة على أجزاء واسعة منها... وسط استمرار المعارك العنيفة مع الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) داخل البلدة». وأشار إلى أن «الاشتباكات ترافقت مع تنفيذ الطائرات الحربية الروسية والسورية ضربات جوية استهدفت مواقع مقاتلي الفصائل والنصرة». لكن الحكومة السورية ووسائل الإعلام المؤيدة لها أكدت، في المقابل، سيطرة قوات النظام و«حلفائه» على الحاضر بالكامل. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «مصدر عسكري» إن «وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة الحاضر ومحيطها» على بعد 34 كيلومتراً جنوب مدينة حلب. أما وكالة «فرانس برس» فنقلت عن «مصدر عسكري سوري» أن «الجيش السوري وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على الحاضر» التي كانت تنتشر فيها فصائل إسلامية وتبعد نحو عشرة كيلومترات عن طريق حلب - دمشق الدولي. ويبدو أن المصدر العسكري السوري يشير في حديثه عن «الحلفاء» إلى مقاتلين من «حزب الله» اللبناني وميليشيات عراقية وربما عناصر من الحرس الثوري الإيراني. وفي هذا الإطار، أورد موقع «الدرر الشامية» معلومات عن مقتل إبراهيم اليعقوبي «قائد ميليشيا «فاطميون» الإيرانية المساندة لنظام الأسد في معاركه... في ريف حلب الجنوبي»، مشيراً إلى أن اليعقوبي قُتل مع عدد آخر من المسلحين خلال هجومهم على الحاضر. أما في ريف حلب الشرقي، فقد تحدث المرصد عن «استمرار المعارك العنيفة قرب المحطة الحرارية ومناطق أخرى في محيط مطار كويرس العسكري بين عناصر تنظيم «داعش» من طرف، وبين قوات النظام وحلفائه من طرف آخر، في محاولة من قوات النظام استعادة السيطرة على المحطة الحرارية». وبثّت وسائل إعلام النظام مشاهد مصورة من قريتين صغيرتين على أطراف مطار كويرس تمكن الجيش النظامي من استعادتهما من تنظيم «داعش» الذي كان يستخدمهما منطلقاً لهجماته التي استمرت عامين على كويرس. وأحصى المرصد مقتل 60 من «داعش» و8 من «حزب الله» و13 مسلحاً إيرانياً و20 من قوات النظام «خلال عمليات كسر الحصار حول مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي والدخول إليه» قبل ثلاثة أيام. وفي ريف دمشق، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط منطقة مرج السلطان وداخل أسوار مطار مرج السلطان العسكري، في الغوطة الشرقية»، موضحاً أن قوات النظام و «حزب الله» دخلت إلى المطار من محورين تحت غطاء قصف عنيف. وتزامن ذلك مع تنفيذ طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» - بحسب المرصد - غارة على مدينة دوما وغارتين أخريين على مدينة عربين بالغوطة الشرقية. وترافق ذلك مع «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في تل الصوان بأطراف مدينة دوما... ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 9 غارات على مناطق في أطراف الاوتستراد الدولي دمشق - حمص»، على ما أورد المرصد الذي تحدث أيضاً عن قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة داريا في الغوطة الغربية، كما تعرض حي جوبر شرق دمشق لقصف جوي. وفي محافظة حماة (وسط سورية)، قال المرصد إن طائرات حربية أغارت على بلدة كفرزيتا وقريتي أبو حريج وسرحا، بينما قصفت قوات النظام بلدة المضيق وقريتي الشريعة والحمرا بريف حماة الشمالي الغربي، كما استهدفت فصائل مقاتلة بصاروخ «تاو» صهريجاً لقوات النظام في حاجز الحماميات. وفي محافظة حمص المجاورة، قال المرصد إن طائرات حربية قصفت منطقة دير الفرديس بريف مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي وبلدة مهين بريفها الجنوبي الشرقي، فيما تدور اشتباكات في منطقة الدوة غرب مدينة تدمر بين قوات النظام وتنظيم «داعش» ترافقت مع تفجير الأخير لعربة مفخخة في المنطقة. في المقابل، تحدثت وسائل إعلامية موالية للنظام عن معارك عنيفة في منطقة الكسارات غرب مدينة تدمر التي يسيطر عليها «داعش» وعن تقدم للنظام في المنطقة. وفي جنوب سورية، أشار المرصد إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة الطريق الواصلة بين بلدتي صيدا وكحيل ومنطقة الأشعري بريف درعا الغربي، فيما أغارت طائرات حربية على مدينة انخل وبلدات الغارية الغربية والغارية الشرقية والشيخ مسكين وسملين، كما قصفت قوات النظام مدينة انخل وبلدة جاسم وبلدة زمرين ومناطق أخرى في درعا البلد بمدينة درعا. وتحدث المرصد أيضاً عن انفجار عبوة ناسفة على طريق جاسم - نوى في درعا بسيارة «قاض» في محكمة «دار العدل»، ما أدى إلى اصابة سائقه بجروح. وفي محافظة دير الزور (شرق سورية)، قُتل عنصر من تنظيم «داعش» خلال اشتباكات مع قوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري، بحسب المرصد. وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين «قوات سورية الديموقراطية» وبين تنظيم «داعش» في ريف منطقة الهول بشرق مدينة الحسكة، «حيث تمكنت قوات سورية الديموقراطية من التقدم والسيطرة على قرية جديدة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». ويبدو هجوم «قوات سورية الديموقراطية» مرتبطاً بهجوم آخر تقوده قوات كردية وعراقية على «داعش» في سنجار على الجانب الآخر من الحدود العراقية - السورية. وفي محافظة الرقة (شمال) أكد المرصد أن «قوات الأمن الداخلي «الأسايش» (الكردية) أفرجت عن أكثر من 40 معتقلاً لديها كانت قد اعتقلتهم في وقت سابق من منطقة تل أبيض الواقعة بالريف الشمالي لمدينة الرقة»، ونقل عن نشطاء من المنطقة اتهامهم قوات الأسايش بالإبقاء على عشرات المعتقلين الآخرين في سجونها ومعتقلاتها.