لم تحسم إيران مشاركتها في اجتماع فيينا الذي يُعقد في العاصمة النمسوية السبت لمناقشة الأزمة السورية، إذ إنها ربطت هذه المشاركة بنتائج المشاورات التي تجريها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، في وقت رأي الرئيس الإيراني حسن روحاني أن حل الأزمة السورية ليس متمحوراً حول مصير الرئيس بشار الأسد، بل حول ضرورة وجود دولة قوية في سورية لمكافحة الإرهاب. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أشار الأسبوع الماضي إلى أنه سيشارك في الاجتماع علي رغم ارتباطه بالزيارة التي يقوم بها الرئيس روحاني إلى باريس وروما الأسبوع المقبل. إلا أن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ذكر أن ظريف لن يشارك في الاجتماع لارتباطه بجولة روحاني الأوروبية. وفي تصريحات نُشرت في طهران، رأي عبد اللهيان الذي زار سلطنة عُمان أمس بعد بيروت أن المشاركة الإيرانية سيبتّ فيها بعد انتهاء إيران من مشاوراتها «لأن بعض الأطراف - ومنها الولاياتالمتحدة - عمد خلال الأسابيع الماضية إلى إجراء مشاورات مع دول خاصة من أجل طرح مشروع خاص بها»، لافتاً إلى أن إيران ستصدر موقفاً صارماً إذا ما صحت مثل هذه المعلومات، مشدداً على ضرورة الالتزام بالنتائج التي توصل إليها اجتماع فيينا الماضي. وتابع: «نحن لا نوافق على ذلك... أما إذا جرت مقاربة كل الأمور استناداً إلى قرارات فيينا والمحافظة على دور الأممالمتحدة في هذا المجال، وتم أخذ رأي الشعب السوري في الاعتبار، فإن الجمهورية الإسلامية ستدرس هذا الأمر». وقال أن مشاركة إيران في اجتماع فيينا من عدمه أو مستوي المشاركة سيتحدد بعد اكتمال المشاورات في هذا الشأن. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن عبد اللهيان بحث مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي - الذي شارك في اجتماع فيينا - آخر التطورات في شأن الاجتماع الجديد السبت، مشيرة إلى أن لطهران «هواجس» في شأن دورها في الاجتماع «لأنها لا تريد أن تكون ديكوراً يوفر الغطاء السياسي» لما يسعى إليه معارضو النظام السوري. وقال مصدر إيراني أن طهران تعتقد أن حل الأزمة يجب أن يبدأ ب «صفحة جديدة وفق الظروف والتطورات الراهنة... وأي جهد لا يأخذ ذلك في الاعتبار، فإن طهران غير مستعدة للتفاعل معه». وكان ظريف أعلن أن اجتماع فيينا المقبل سيناقش قضيتين هما تحديد «الحركات الإرهابية» التي تعمل على الأراضي السورية و «آلية عمل» المرحلة المقبلة. ودعا الرئيس حسن روحاني، عشية زيارته باريس، جميع الأطراف إلى «بذل الجهود لاستئصال الإرهاب في سورية والعمل على إعادة السلام والاستقرار»، معتبراً أن کل شيء بأيدي السوريين «والقرار يعود إليهم في اختيار رئيسهم والشكل الذي ستكون عليه الدولة». وتساءل في تصريحات أدلي بها إلى وسائل إعلام فرنسية: «هل تعتقدون أنه تمكننا محاربة الإرهاب من دون حكومة شرعية في دمشق؟ أي بلد نجح في محاربة الإرهاب من دون دولة قوية؟ يجب أن تكون الدولة السورية دولة قوية لتتمكن من مكافحة الإرهاب».