سخر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، من أحزاب المعارضة ومقاطعي طاولة الحوار الوطني، واعتبر ان المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، فشلت خلال 25 سنة في إطاحة حكم الرئيس عمر البشير. في الوقت ذاته، اتهمت السلطات طلاباً موالين للمتمردين في دارفور بحرق مدينة جامعية في الخرطوم أمس. وانتقد نافع علي نافع، عضو المكتب القيادي للحزب الحاكم ومساعد الرئيس السابق، الحركات المسلحة وقوى اليسار التي قال إنها ترفض الحوار الوطني. وأكد نافع في تجمع جنوب العاصمة الخرطوم ان «المعارضة فشلت طيلة 25 سنة من عمر النظام، في إسقاطه بشتى الوسائل بما فيها العسكرية». ووصف نافع وهو أحد صقور النظام الذين أبعدوا عن السلطة قبل نحو سنتين، تهديدات المعارضين بانتفاضة بأنها «مجرد أحلام لا تتحقق»، وقال مخاطباً أنصار حزبه: «إذ أعطي المعارضون عمر نوح ونومة أهل الكف واستقيظوا منها، ستجدونهم كما هم لا يفعلون شيئاً». وأبدى نافع ثقته العالية في خروج المعارضة السودانية بشقيها العسكري والسياسي عن دائرة الفعل والتأثير، وقطع بأن القوى الخارجية والشعب السوداني يئسا تماماً من قدرتها على إحداث أي تغيير. واستخف بمطالبة بعض القوى بتشكيل حكومة انتقالية، تضمن تمثيلها في الحكم، وقال: «انهم واهمون»، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة والدول الغربية، والسودانيين يئسوا من المعارضة التي «ترفض الحوار لإفتقارها الى الأفكار والرؤى». وأكد نافع رفضه فترة انتقالية تمهد لتفكيك «النظام»، وأن الحوار الحالي سيصل الى حلول توافقية ومصالح إقتصادية تنعكس على البلاد. الى ذلك، أعلنت «الحركة الشعبية - الشمال»، إنها تسلمت دعوة من الوساطة الأفريقية لحضور جولة عاشرة من المفاوضات مع الحكومة السودانية في أديس أبابا الأربعاء المقبل. وتمسكت الحركة بحل شامل وإثارة موضوع الهجمات الحكومية في النيل الأزرق ومنع قيادات معارضة من مغادرة السودان. وأكد مسؤول في الاتحاد الأفريقي في الخرطوم توجيه دعوات للمفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور في 18 و 19 الجاري، في العاصمة الأثيوبية للبحث في وقف الاعمال العدائية. ورحب الأمين العام للحركة ياسر عرمان، بالدعوة التي ستبحث في وقف اعتداءات انسانية، مجدداً أن الحركة لن تقبل بغير الحل الشامل و «وقف العدائيات من الكرمك في ولاية النيل الأزرق المتاخمة للحدود الأثيوبية الى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور المتاخمة لتشاد». وأعرب عرمان وكوادر في «الحركة الشعبية» عن أملهم في «أن تبدد هذه الجولة الأجواء السلبية المتمثلة في أمرين مهمين هما: الهجوم الصيفي للحكومة الذي يركز الآن على شمال النيل الأزرق» والذي «فشل النظام في تحقيقه الى جانب إرساله قوات كبيرة الى جنوب كردفان والنيل الأزرق». على صعيد آخر، شب حريق هائل في المدينة الجامعية التابعة لجامعة القرآن الكريم في أم درمان ثاني مدن العاصمة الخرطوم أمس. وأكد ناطق باسم الجامعة أن الحريق اندلع اثر هجوم بقنابل مولوتوف. وتجددت تظاهرات طالبية في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بضاحية الثورة في أم درمان صباح أمس، ما دفع الشرطه لاتخاذ إجراءات أمنية بمنع الطلاب من دخول الحرم الجامعي. واتهمت السلطات طلاب موالين لحركات التمرد في دارفور بحرق المدينة الجامعية. وقدرت خسائر الحريق بأكثر من سبعة ملايين جنيه سوداني (700 ألف دولار). وروى شهود أن طلاباً أطلقوا قنابل المولوتوف داخل عدد من المباني، فيما شوهدت سحب الدخان تتصاعد من داخل الحرم الجامعي. وطاول الحريق مكاتب العميد والأساتذة وبعض القاعات والمكتبات. وطوقت قوات الشرطة المكان وجرى إخلاء الطلاب من مباني الجامعة. واندلعت التظاهرات على خلفية مطالبة طلاب دارفور بالتمسك بحق الإعفاء من الرسوم الجامعية وفقاً لاتفاقيتي أبوجا والدوحة للسلام في دارفو، فيما تتمسك إدارة الجامعة بألا يكون الإعفاء شاملاً لكل أبناء الإقليم.