انطلقت في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، الجولة الرابعة من المحادثات بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية - شمال» لإنهاء النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين المتاخمتين لجنوب السودان، وسط مطالب دولية بوقف النار بين الطرفين. ويُتوقع أن يناقش فريقا التفاوض خلال اليومين المقبلين مشاكل الولايتين خلال لقاءات غير رسمية قبل الاتفاق على أجندة مشتركة بالتشاور مع الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي، لمعالجة الملفات الأمنية والإنسانية والسياسية. وينتظر أن تستمر الجولة عشرة أيام. وأكد متمردو «الحركة الشعبية» أن مرجعيتهم للتفاوض تستند إلى قومية القضية السودانية، وتشابك خيوطها التي تشمل معالجة الأزمة الإنسانية، وتحقيق حل سياسي شامل بمشاركة كل القوى السياسية والمجتمع المدني، بينما أعلنت حكومة الخرطوم التزامها التفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان طبقاً لقرار مجلس الأمن 2046 الصادر بشأن القضايا الأمنية والسياسية والإنسانية في المنطقتين. وقال كبير مفاوضي «الحركة الشعبية» ياسر عرمان إنهم جاءوا للمحادثات بذهن وقلب مفتوحين بحثاً عن السلام والديموقراطية واعتبر الجولة الجديدة ستكون أول اختبار عملي بشأن إعلان الحزب الحاكم رغبته في التغيير. وأضاف أنهم سيطرحون توصيل الطعام للمدنيين ووقف القصف الجوي للمدنيين واحترام حقوق الإنسان في سبيل الوصول لحل شامل للأزمة. ورأى عرمان أن المدخل الصحيح لحل الأزمة السياسية السودانية هو وقف الحرب من النيل الأزرق شرقاً الى جبال النوبة وشمال كردفان وسطاً وإلى دارفور غرباً، مشيراً إلى أنه لا يمكن احداث تحول ديموقراطي حقيقي في ظل الحرب. وطالب بتهيئة المناخ والقبول بمشروع وطني سوداني جديد يقوم على المواطنة بلا تمييز وينهي التهميش الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. في المقابل، أكد إبراهيم غندور رئيس وفد الحكومة إلى المحادثات، مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، أنهم مستعدون ومفوضون من حكومتهم لإقرار اتفاق سلام ينهي الأزمة في الولايتين المضطربتين ويعالج جذور المشكلة وليس أعراضها. وتمسك بمناقشة قضايا المنطقتين الأمنية والسياسية والإنسانية وفقاً لتفويض الوساطة لأفريقية وقرار مجلس الأمن الدولي 2046. من جهة أخرى، اتفق الرئيس السوداني مع زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي على تحديد آلية وجدول لحوار وطني لإرساء المصالحة في البلاد. وحضر اللقاء الذي استمر نحو ساعتين، من جانب الحزب الحاكم كل من علي عثمان محمد طه، نافع علي نافع، إبراهيم غندور، إبراهيم احمد عمر، مصطفى عثمان ورجاء حسن خليفة، ومن جانب حزب الأمة كل من الفريق برمة ناصر، سارة نقد الله والفريق صديق إسماعيل . وأفادت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان البشير سيلتقي خلال أيام حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي وقوى أخرى قبل تحديد موعد بدء الحوار.