كشف مدير العلاقات العامة لفرع وزارة الزراعة في محافظة الطائف عايش الطلحي ل «الحياة» عن تضرر حوالى 70 مزرعة من موجة الصقيع التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، لافتاً إلى أن طلب تعويضات المزارعين ليس من اختصاص الزراعة، ويتم بواسطة لجنة مكونة من المحافظة، الدفاع المدني، والأمانة وهي من تتولى الأمور كافة، وتقدير الخسائر، إضافة إلى التوجيه بصرف التعويضات. وفي الوقت الذي تتطلع فيه محافظة الطائف إلى تنظيم المهرجان السنوي للورد المقرر في حزيران (يونيو) المقبل، إلا أن موجة الصقيع التي شهدتها العاصمة السياحية مطلع الأسبوع الجاري، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، تسببت في إتلاف محصول المحافظة من الورد، وسط طلب متزايد من المصانع التي أضحت خالية من الورد ومشتقاته. وبيّن أحد المزارعين عبدالرازق الطلحي أن درجة الحرارة انخفضت في مرتفعات الهدا والشفا إلى الصفر المئوية، ما أسهم في تكون الصقيع الذي أتلف المحصول، لافتاً إلى أن مزارع الورد في الهدا تضررت أكثر من مزارع الورد في الشفا، «وأتوقع أن تبلغ نسبة الأضرار في مزارع الهدا حوالى 70 في المئة». وأفاد الطلحي بأن هذه الأضرار ستنسحب على المهرجان، إذ إن الأسعار سترتفع إلى الضعفين بسبب الندرة في الإنتاج، كما أن لون الورد الوردي والأبيض تحول إلى الأسود بسبب موجة الصقيع، وأضحى عديم الفائدة. من جهته، أشار عواض الطلحي (مزارع) إلى أن غالبية المزارعين ليس لديهم توجه لطلب التعويض، وعزا ذلك إلى تجارب سابقة بعد أن تعرضت المزارع لتلفيات قبل نحو عامين، وتم طلب التعويض الذي تطلب مراجعات للجهات المسؤولة وحتى المحاكم حول صكوك المزارع، وخلصت النتيجة إلى تعويض لا يتجاوز حوالى 15 في المئة من حجم الخسائر. وقال عواض: «أتذكر أن الخسائر التي تعرضت لها كانت في حدود 70 ألف ريال أجرة للعمالة وقيمة مياه السقيا وغيرها من الالتزامات، وحصلت على تعويض يقدر بنحو ثمانية آلاف ريال فقط، إذ إننا حاولنا جمع الورد التالف، ونقله إلى المصانع، وإدراجه في عمليات كيماوية بغية استخلاص الماء والدهن، بيد أن العمليات انتهت إلى لا شيء، ما يعطي دلالة على حساسية الورد، بعد أن رفض إنتاج حتى كميات قليلة». ويملك المزارع عبدالله الطلحي مزرعة في الشفا تبلغ مساحتها حوالى 13 ألف متر مربع، تلفت منها مساحة تصل إلى 10 آلاف متر مربع، بعد أن باغتته موجة الصقيع، وأتلفت المحصول قبل عمليات التقليم التي دائماً ما ينفذها المزارعون في 15 من آذار (مارس) من كل عام، مشيراً إلى أن المزارعين يتفادون الصقيع بتقليم الأشجار قبل حلول البرد والصقيع، بيد أن هذا العام كانت الموجة مباغتة، وألحقت بالمزارعين خسائر مادية كبيرة. وحول التصنيع وتقطير ماء الورد، أفاد خالد كمال الذي يملك مصنعاً لتقطير الورد الطائفي بأن الطلب لدى المزارع تحول إلى صراع وتنافس بين المصنعين، فالوفرة تحولت إلى ندرة، موضحاً أن موجة الصقيع رفعت أسعار الورد الخام إلى أرقام فلكية، ما سينعكس على سعر المشتقات، كما أن مهرجان الورد المقبل سيشهد انحساراً في أعداد المسوقين.