اختتمت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في جنيف أمس، يومين من محادثات وصفتها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بأنها «مكثفة ومهمة جداً»، ستتبعها جولة جديدة الشهر المقبل، وأعرب نظيرها الإيراني محمد جواد ظريف عن أمله بأن تشكّل «بداية مرحلة جديدة» في العلاقات بين الجانبين. ورأست آشتون وفد الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، في محادثاته مع الوفد الإيراني برئاسة عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية، علماً أن ظريف شارك في الجلستين الأولى والرابعة الأخيرة، وقدّم خطة «سرية» اعتبرتها طهران «اختراقاً» لتسوية ملفها النووي. والتقى ظريف آشتون مرتين، علماً أن الأخيرة شاركت أيضاً في الجلسة الأخيرة للمحادثات. وقرأت آشتون بياناً مشتركاً بين إيران والدول الست، وصف المحادثات بأنها «جوهرية تتطلع إلى المستقبل، هي الأكثر تفصيلاً، بفارق كبير» التي أجراها الجانبان، مضيفة: «حدّدنا مواقفنا في شأن مسائل». وأشارت إلى أن الدول الست ستدرس «بدقة» خطة من ثلاث مراحل طرحتها إيران، قبل جولة محادثات جديدة «في جنيف في 7 و8 تشرين الثاني (نوفمبر)» المقبل. وذكرت أن الجانبين اتفقا على أن يسبق لقاء جنيف، اجتماع لخبراء نوويّين وفي العقوبات من الطرفين. أما ظريف فوصف المحادثات بأنها «مثمرة»، معرباً عن أمله بأن تشكّل «بداية مرحلة جديدة في علاقاتنا». وأضاف: «نستشعر أن أعضاء (في الدول الست) أظهروا أيضاً إرادة سياسية لازمة لتحريك العملية إلى أمام، ونحتاج الآن إلى دخول التفاصيل». ولفت إلى أن الجانبين اتفقا للمرة الأولى على إصدار بيان مشترك بعد محادثاتهما. لكن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، نبّه إلى أن بلاده لا ترى ضماناً لتحقيق تقدّم في المفاوضات، بعد انتهاء محادثات جنيف. وكان ظريف كتب على موقع «فايسبوك» أن الفترة التي تسبق الجولة المقبلة في جنيف، «ستتيح للدول الست فرصة درس تفاصيل الاقتراحات الإيرانية وإعداد خطوات يجب أن تتخذها». وأشار إلى أن تلك الدول رحّبت ب «المقاربة الجديدة» لطهران، وحضها على إظهار «موقف جديد». وزاد: «المفاوضات والتوصل إلى حلّ أمر صعب، والتفاوض حول تفاصيل يتطلب وقتاً ومناقشات مكثفة». وشدد على أهمية التكتّم، في توصل المفاوضين إلى اتفاق. أما عراقجي فتراجع عن تصريح سابق، إذ أجاب على سؤال عن استعداد بلاده، في الخطة التي طرحتها على الدول الست، التفاوض حول تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يتيح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بزيارات مفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية، قائلاً: «هاتان القضيتان ليستا ضمن المرحلة الأولى (من الخطة)، لكنهما جزء من المرحلة الأخيرة». وتركزت التساؤلات في اليوم الثاني للمفاوضات أمس، حول مدى استعداد إيران لوقف التخصيب، في مقابل بدء رفع العقوبات، ضمن تدابير أساسية لبناء الثقة بين الجانبين. وقال ل «الحياة» مايكل مان، الناطق باسم آشتون، إن «رفع العقوبات يرتبط بامتثال إيران للقرارات الدولية ذات الصلة ببرنامجها النووي». ولفت وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى رفض الغرب التسرّع، مضيفاً: «العقوبات يجب أن تستمر، وهي جزء مهم في الإتيان بإيران إلى طاولة المفاوضات». ونسبت وكالة «أسوشييتد برس» إلى عضو في وفد شارك في المحادثات، أن الخطة الإيرانية اقترحت خفض مستوى التخصيب وعدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لهذا الصدد. ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين، أن التدابير الإيرانية ل «بناء الثقة» تتضمن وقف التخصيب بنسبة 20 في المئة واحتمال تحويل بعضٍ من مخزون اليورانيوم المخصب بتلك النسبة، إلى وقود نووي يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. على صعيد آخر، أعلنت الرياض أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يوجّه دعوة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، لأداء مناسك الحج. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السعودية (واس) عن مصدر في الخارجية السعودية قوله: «لم يسبق أن وجّهت المملكة أي دعوة رسمية لأداء هذه الشعيرة التي تُعد واجباً دينياً. الحج ركن من أركان الإسلام ورغبة القيام بها تعود إلى الأشقاء من القادة والمسؤولين في العالم الإسلامي».