لمّحت مصادر في طهران إلى موافقة الدول الست الكبرى (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) علي تخصيب اليورانيوم بنسبة اقل 5 في المئة داخل أراضي إيران، خلال محادثات الجانبين في جنيف والمستمرة منذ ثلاثة أيام، لكن الخلاف يدور حول مفاعل آراك للمياه الثقيلة الذي تطالب فرنسا بتجميد نشاطاته. وفيما قال البيت الأبيض إنه يأمل في إمكان التوصل إلى اتفاق في محادثات جنيف، نقلت وكالة أنباء «إرنا» الرسمية الإيرانية عن ديبلوماسي غربي رفض كشف اسمه أن «طهران والغرب أنهيا مفاوضات تخصيب اليورانيوم في الوثيقة النهائية التي تمنح إيران هذا الحق، وهما يبحثان الآن موضوع مفاعل آراك». وعكس ذلك إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد اجتماع قصير عقده مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون صباح أمس، موافقة الدول الست علي مسودة الاتفاق «باستثناء عضو واحد» لم يذكره، علماً أن فرنسا كانت أثارت المسألة الأخيرة خلال جولة مفاوضات الفاشلة السابقة والتي أجريت مطلع الشهر الجاري. وأكد ظريف لاحقاً أن «المحادثات دخلت مرحلة جدّية تبعث الأمل، لكن من السابق لأوانه التحدث عن تقدم»، فيما صرح الناطق السابق باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد رضا آصفي بأن «الدول الغربية تطالب ايران بمزيد من التنازلات، دون أن تملك رغبة في تقديم تنازلات مماثلة». وأشارت مصادر إيرانية أخرى إلى أن طهران تشعر بخيبة من موقف الغرب الذي «لم يتفاعل إيجابياً مع الخطاب السياسي لحكومة الرئيس حسن روحاني، ولم يحاول تعزيز الثقة مع إيران من خلال تقديم خطوات ذات قيمة على صعيد إلغاء عقوبات اقتصادية تمهد لحصولها على أموال تحتاجها بشدة وربما بيعها المزيد من النفط. لكن هذه المصادر تعتقد بأن مجرد التوقيع علي اتفاق يعني وضع المحادثات علي سكة صحيحة تعزز إمكان بحث قضايا أكثر جدية خاصة بالعقوبات في المستقبل. وكان لافتاً وصف مايكل مان، الناطق باسم آشتون المحادثات بأنها «مثمرة»، لكنه نفى علمه بإمكان مشاركة وزراء خارجية الدول الست فيها، علماً أن ديبلوماسيين قريبين من المحادثات يربطون مشاركة الوزراء ب «اقتراب المفاوضين من إبرام اتفاق». وأعلن ديبلوماسيون غربيون أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يفكر في الالتحاق بالمحادثات «لكنه لم يؤكد خططه، وقد يتراجع عن الأمر»، فيما وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى جنيف أمس، من دون أن يتضح دوره في حلحلة المفاوضات. وقالت مصادر إيرانية إن «لافروف بحث ملف الأزمة السورية مع ظريف والمبعوث الدولي الخاص بسورية الأخضر الإبراهيمي.