قال عبدالقادر الحسيني نجل مسؤول ملف القدس الراحل فيصل الحسيني الذي توفي فجأة في فندق في مدينة الكويت، ان أسرته لن تطالب بإعادة فتح تحقيق في وفاة والده قبل أن يكون لديها سند حقيقي ملموس ويقين بوجود اشتباه بأن وراء رحيل والده عملية اغتيال مدبرة. واوضح ل «الحياة»: «لن نزج باسم والدنا في قضية من دون وجود مؤشر حقيقي الى أن وفاته لم تكن طبيعية». وكان الحسيني أبلغ «الحياة» أن وسائل إعلام مختلفة اتصلت به وبأسرته وأكدت لهم أن المباحث الجنائية في دبي تقول إن القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح الذي اغتيل في كانون الثاني (يناير) الماضي، اغتيل بالمادة نفسها التي اغتيل بها الحسيني داخل غرفة الفندق الذي كان يقيم فيه خلال زيارته الكويت. ولفت الحسيني إلى أن أسرته لن تتجاهل هذه المعلومات، لكنها لن تنجر وراءها، خصوصاً أنه سأل وسائل الإعلام هذه عن مصدر هذه المعلومات، لكن بعضها لم يفصح وآخرون قالوا إنها توقعات واستنتاجات. وكانت صحيفة «لوس انجليس تايمز» نشرت اول من امس ان شرطة دبي بدأت بدرس ظروف وفاة فيصل الحسيني في الكويت عام 2001 في ضوء اغتيال المبحوح. وقال الحسيني: «نريد أولاً أن نتأكد من صحة هذه الشكوك ... ومن هو المصدر الذي صرح لوسائل الإعلام؟ وهل هدفه التضليل أم أنها اجتهادات ليست لها أساس، او أن هناك فعلا أدلة وقرائن تكفي لإثارة الشكوك بأن وفاة والدي لم تكن طبيعية قبل توجيه الاتهامات». ولفت إلى أن ظروف اغتيال المبحوح تختلف عن ظروف رحيل والده الذي لم يكن في الفندق بمفرده، بل كان لديه مرافقون وآخرون على باب غرفته في الفندق. وقال: «نريد أن نعرف هل هذا المصدر الذي أبلغ الإعلام بهذه المعلومات فعلاً جهة مسؤولة وأنها أخبار حقيقية كما أبلغونا منسوبة للطب الشرعي وأن والدي فعلا تم حقنه مثل المبحوح تماما». واضاف: «إذا تيقنا تماما بأن هذه المعلومات ليست مجرد تسريبات وأنها حقائق، سنتوجه الى الجهات المختصة وسنطالب بإعادة التحقيق». وأوضح أنه بحسب المعلومات التي حصل عليها من خلال وسائل إعلامية، فان «لدى المسؤولين الكويتيين شكوكاً في شأن وفاة والدي، وأن السلطات الأمنية في دبي طلبت من الأجهزة الأمنية في الكويت معلومات عن أمور محددة، مثل هل كانت هناك أدوية في غرفة والدي حين وجدوه متوفياً، وعن وجود بعض من المشتبه بهم في اغتيال المبحوح وان كانوا موجودين في الكويت بالتزامن مع وفاة والدي»، مضيفاً: «باختصار لا نريد أن ننجر إلى فرقعة إعلامية». وتابع: «نحن حاليا نتقصى ونجمع المعلومات، وخلال اليومين المقبلين، سيكون بين أيدي الأسرة مؤشرات ومعلومات مؤكدة ستحسم الأمر، فإما أن نغلق هذا الملف فعلا، وإما أن نتوجه إلى الجهات المختصة لفتح ملف وفاة الوالد».