أعلن ملك المغرب محمد السادس، إطلاق برامج تنموية مهيكلة ومشاريع استثمارية ضخمة في أقاليم الصحراء في الجنوب، تقدر بمئات البلايين من الدراهم لتحقيق تنمية شاملة وتطبيق «نموذج اقتصادي جديد»، في إطار تفعيل نظام المحافظات «الجهوية المتقدمة» التي تمنح للسكان المحليين تدبير شؤونهم بمعزل عن العاصمة الرباط. وقال في خطاب إلى الأمة لمناسبة مرور 40 سنة على تنظيم المسيرة الخضراء، التي استرجع فيها المغرب أقاليمه الجنوبية من إسبانيا عام 1975: «بعد سنوات من التضحيات، وصلنا إلى مرحلة من النضج تمكّننا من إطلاق مرحلة جديدة من توثيق الوحدة وتحقيق الاندماج الكامل والتنمية الشاملة، بتفعيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية وتطبيق نظام الجهوية المتقدمة (المحافظات)، عبر تمكين سكان الصحراء من الوسائل اللازمة لإبراز قدراتهم في النهوض بتنمية المنطقة، وجعلها مركزاً اقتصادياً وصلة وصل بين المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء». وعرض الملك عدداً من المشاريع المزمع تنفيذها في الصحراء، منها إنجاز طريق سريع بمواصفات دولية يربط بين مدن تزنيت والعيون والداخلة على مسافة ألفي كيلومتر لربط الشمال بالجنوب، وإنشاء شبكة جديدة للسكة الحديد تمتدّ من طنجة في أقصى الشمال إلى الغويرة في أقصى الجنوب على مسافة 3 آلاف كيلومتر، تجعل منه أطول خط سككي حديث في أفريقيا والعالم العربي والبحر الأبيض المتوسط. ويحتاج المغرب إلى مد شبكة سكك حديد من مراكش إلى أغادير ثم إلى العيون في مرحلة أولى وثانية، قبل إيصالها إلى الحدود الموريتانية في مرحلة لاحقة، على أن تبلغ السنغال وربما دولاً أفريقية أخرى. ويندرج ذلك في إطار طموح مغربي لربط دول الساحل الأفريقي بالبحر الأبيض المتوسط، وربما إقامة نفق تحت البحر لربط القارة السمراء بالقارة الأوروبية، وهو حلم راود أجيالاً في المغرب وإسبانيا ولم يتحمّس له الاتحاد الأوروبي خوفاً من تدفّق المهاجرين من جنوب الصحراء. وتشمل المشاريع المقرر تنفيذها في الصحراء، ربط ميناء طنجة على البحر الأبيض المتوسط بميناء «جنوب الأطلسي» الذي سيُبنى في الداخلة، وهي مدينة سياحية اختارتها مؤسسة «كرانس مونتانا» في سويسرا كي تكون عاصمة جنوب المحيط الأطلسي.