شدد القائم بالأعمال في السفارة الأميركية لدى لبنان السفير ريتشارد جونز بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام على «التزام الولاياتالمتحدة تجاه لبنان وتجاه قيمنا الديموقراطية المشتركة». جونز العائد الى لبنان بعد مغادرة السفير ديفيد هيل لتسيير اعمال السفارة رأى أن «الكثير تغير منذ إقامتي هنا في الماضي». وقال: «ناقشنا العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية المتشابكة، والتحديات الإنسانية التي يستجيب إليها لبنان اليوم. وقلت إن أميركا ستبقى شريكاً ثابتاً للبنان فيما يواجه التهديدات الناجمة عن آثار امتداد الأزمة السورية. وكما قام سلفي، سنعمل بلا كلل خلال فترة وجودي هنا لضمان أن المساعدات الأميركية في المجالات العسكرية والاقتصادية والإنسانية تستمر لبناء لبنان آمن، ومزدهر، ومستقر». وأضاف جونز: «التزام أميركا أمن لبنان هو أكثر من مجرد كلمات. اتخذنا أخيراً خطوات عدة ملموسة لإظهار هذا الالتزام، فالبيت الأبيض أعلن نهاية الأسبوع الماضي عن خطط لتعزيز الدعم العسكري أكثر لمساعدة لبنان على الدفاع عن حدوده ضد التطرف العنيف. هذا الدعم الجديد هو بالإضافة إلى الإعلان أخيراً عن 59 مليون دولار إضافي للمساعدة في أمن الحدود ومضاعفة تمويلنا العسكري الخارجي في لبنان إلى 150 مليون دولار في العام المقبل. أصبح لبنان سادس أكبر متلقٍ سنوي في العالم للتمويل العسكري الخارجي من الولاياتالمتحدة، وستستمر مساعداتنا من أجل تجهيز الجيش اللبناني وتحديثه لتعزيز قدرته على مواجهة تهديد التطرف الحالي وممارسة مسؤولياته كالكيان الوحيد الذي لديه الشرعية والقدرة على الدفاع عن أراضي لبنان وشعبه». وأكد ان «المساعدات الأميركية المدنية للبنان على رغم عدم كونها معروفة، هي على القدر نفسه من الأهمية. فمن خلال البرامج التي توفر المياه النقية لمنازل آلاف من اللبنانيين، وتحسين فرص الحصول على تعليم عالي الجودة، وتوفير فرص عمل جديدة، ندعم مستقبلاً أكثر إشراقاً. وفيما يتعامل لبنان مع تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين الفارين من العنف في سورية، فإن أميركا تقف مع لبنان بوصفها أكبر جهة منفردة مانحة للمساعدات الإنسانية، ما يساعد على معالجة الضغوط على الاقتصاد اللبناني، وعلى مقدمي الخدمات الاجتماعية وعلى البنية التحتية». ولفت الى «اننا قمنا منذ بداية الأزمة في سورية بتقديم ما يقارب البليون دولار من المساعدات الإنسانية للمجتمعات اللبنانية المضيفة والمنظمات التي تتصارع مع تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين إلى البلد». وأكد ان «أميركا كانت وستبقى سخية. لكن الاستقرار السياسي الداخلي لا يمكن شراؤه أو تجهيزه من الخارج، يحتاج الزعماء السياسيون اللبنانيون الى العمل معاً الآن لإيجاد حلول لبنانية مبتكرة للتحديات لإنهاء الشلل السياسي الحالي». وخلص الى ان «مجلس الوزراء والمجلس النيابي ورئيساً جديداً للجمهورية عليهم العودة إلى العمل لمصلحة الشعب الذين كانوا انتخبوا او سينتخبون لخدمته. وفي حين أن هذه التحديات تتطلب حلولاً لبنانية، يجب ألا يكون لديكم أدنى شك بأن أميركا تقف معكم». وزار جونز رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، وجرى عرض للأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. يذكر ان جونز شغل منصب السفير سابقاً في لبنان وتقتصر مهمته على فترة انتقالية تسبق تسلم السفيرة الجديدة إليزابيث ريتشارد مهماتها. والتقى بري السفير البريطاني الجديد هيوغو شورتر الذي نقل اليه رسالة من رئيس الحكومة ديفيد كامرون اكد فيها «دعمه جهوده في قيادة الحوار الوطني الذي يعزز الاستقرار في البلاد». وأكد كامرون في رسالته «تفعيل المؤسسات الدستورية والعمل من اجل انتخاب رئيس للجمهورية». وأشار الى ان «الحكومة البريطانية قررت رفع نسبة مشاركتها في تقديم المساعدات والدعم خلال السنوات الثلاث المقبلة للبنان من اجل النازحين السوريين وأيضاً دعم الجيش اللبناني وتعزيزه». ولاحقاً، وزعت السفارة البريطانية بياناً نقلت فيه عن شورتر قوله: «سررت بلقاء الرئيس بري الذي يؤدي دوراً أساسياً لمعالجة الأمور المهمة التي يواجهها لبنان. وكما قال الرئيس كامرون عندما زار لبنان، تقف المملكة المتحدة وراء كل من يعمل على بناء بلد مستقر وآمن. وندين الاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني في عرسال، آملين الشفاء العاجل للجرحى. وبحثنا في أهمية المضي قدماً في الملفات الأساسية التي تعنى بالأمور الحياتية للشعب اللبناني، وأن ينتخب البرلمان رئيساً جديداً لقيادة البلاد في هذه الأوقات الصعبة، وان المملكة المتحدة تبقى ملتزمة مساعدة لبنان بما فيها برنامج «التدريب والتسليح» للجيش، والعمل مع 49 بلدية دعماً للمجتمعات المضيفة ودعم النظام التعليمي للبنانيين والسوريين في لبنان».