سمع مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز خلال محطته اللبنانية أمس، هواجس مسؤولي هذا البلد التي توزعت ما بين الشكوى من التدابير الأميركية المتخذة في حق المسافرين اللبنانيين والمطالبة بإلغائها، والدعوة الى دعم الجيش اللبناني بما يحتاجه من مساعدات، وتزويد المسؤول الاميركي بخريطة للقنابل العنقودية والألغام التي زرعتها إسرائيل في الجنوب، والتأكيد أن حل الأزمة في منطقة الشرق الأوسط يكمن في حل القضية الفلسطينية. واستهل جونز محطته الرابعة والأخيرة في جولة شملت أيضاً المملكة العربية السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ترافقه السفيرة الاميركية لدى لبنان ميشيل سيسون الى جانب وفد أميركي. وتركز البحث بحسب المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، على العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، لا سيما المستجدات المتصلة بالتدابير الاميركية في حق المسافرين اللبنانيين في المطارات الاميركية ومشروع القانون الاميركي الذي سيقره الكونغرس لجهة منع بعض القنوات اللبنانية من البث عبر الأقمار الاصطناعية، وجرى عرض الجهود الاميركية لإعادة إحياء العملية السلمية والمساعدات الاميركية للبنان لا سيما للجيش اللبناني. وأكد سليمان «أن مثل هذه التدابير المنوي اتخاذها تساهم في الإساءة الى العلاقات الثنائية»، مبدياً أمله بأن يتم إلغاؤها، ومكرراً رفضه ورفض مجلس الوزراء لهذه التدابير. وشدد سليمان «على ثوابت لبنان في مواجهة الإرهاب والدفاع عن الحريات الإعلامية التي تشكل ميزته الديموقراطية». وذكر البيان أن جونز «نقل تحيات الرئيس الاميركي باراك اوباما الى سليمان وتمنياته في العام الجديد له وللشعب اللبناني، مقدراً زيارته الأخيرة لواشنطن ومنوهاً بالجهود التي بذلها طوال الفترة السابقة من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في الداخل وإعادة مكانة لبنان واحترامه على الصعيد الدولي، ومتطلعاً الى التعاون المشترك في المرحلة المقبلة وتحديداً على صعيد مجلس الأمن الذي انضم إليه لبنان عضواً غير دائم لعامي 2010-2011». وأشار البيان الى أن جونز أطلع سليمان «على أهداف جولته التي تصب في رغبة الرئيس الاميركي في إعادة تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط عام 2010، مجدداً استعداد الولاياتالمتحدة لتقديم المساعدات الى الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، ولفت الى أن هذا الأمر سيتم البحث فيه خلال زيارة وزير الدفاع اللبناني إلياس المر لواشنطن الشهر المقبل، وإذ أكد العلاقات المتينة بين لبنان والولاياتالمتحدة والاستعداد لمواصلة المساعدات في الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، أبدى تفهمه للموقف اللبناني». وأمل سليمان ب «تعجيل وتيرة المساعدات كي يتمكن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية من حفظ الأمن والاستقرار»، ولفت الى «أن لبنان يطبق القوانين الإعلامية ويتخذ التدابير الأمنية اللازمة في المطار». لقاء بري وانتقل جونز الى لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي ركز على «أن جوهر الأزمة في المنطقة هو القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن حل الأزمة يكمن في حل هذه القضية». وأثار «مسألة الإجراءات الأخيرة في حق المسافرين اللبنانيين، وشدد على وجوب إلغائها»، ووعد جونز «بإعادة النظر في الموضوع». وأثار بري مع ضيفه الاميركي «موضوع الألغام والقنابل العنقودية التي خلفها العدوان والاحتلال الإسرائيلي في الجنوب والبقاع الغربي، والتي تنتشر على مساحة 11 مليون متر مربع، طالباً تقديم الدعم الدولي للتخلص من هذه القنابل والألغام التي أدت الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من اللبنانيين». وعرض بري لجونز خريطة عن هذه الألغام والقنابل، وقدم إليه نسخة منها. ووعد المسؤول الاميركي بالمساعدة في هذه الشأن. لقاء الحريري وزار جونز رئيس الحكومة سعد الحريري الذي طلب منه «دعم بلاده للبنان لمساعدة الجيش اللبناني كي يتمكن من تنفيذ القرار 1701 ومواجهة مختلف التحديات». وأكد الحريري «أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، وشدد على ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل ودفعها الى المضي بعملية السلام لإيجاد حل لمشاكل المنطقة، كما أكد تمسك لبنان الدائم بحق العودة للفلسطينيين، لأن أي حل لا يشمل هذا الحق يشكل تهديداً ليس لعملية السلام فقط بل للبنان ولاستقراره». وزار جونز قائد الجيش العماد جان قهوجي وبحث معه موضوع المساعدات الاميركية للجيش اللبناني وسبل تفعيل التعاون بين الجيشين. السفارة الأميركية وفي بيان صادر عن السفارة الاميركية عن الزيارة، أفادت أن جونز «عبر عن الدعم من أجل تعزيز مؤسسات الدولة في لبنان، ولا سيما الجيش اللبناني. كما عبّر عن دعم مهمات الجيش في تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بلبنان وحماية جميع المواطنين اللبنانيين. وكرر التزام الرئيس أوباما تعزيز الشراكة بين الولاياتالمتحدة ولبنان عبر مجموعة واسعة من القضايا. وجدد دعم الولاياتالمتحدة المستمر للبنان سيد ومستقل. وشدد على أن الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط، خصوصاً السلام الإقليمي الشامل، لن تكون على حساب لبنان» وأشارت السفارة الى زيارة قام بها جونز لمقر السفارة حيث التقى الموظفين والموظفين المتقاعدين، وعبر عن تقدير الرئيس أوباما لتفاني الموظفين والتزامهم بعملهم. ووضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري في السفارة حيث حفرت أسماء 337 شخصاً قتلوا وهم يعملون في خدمة حكومة الولاياتالمتحدة في لبنان بين عامي 1976 و 1995 بما في ذلك ضحايا تفجيري السفارة وتفجير ثكنة مشاة البحرية في عامي 1983 و 1984.