تكتشف شركة فورد آفاقاً جديدة من خلال سعيها الدؤوب للتوصّل إلى ابتكارات في المواد اللاصقة مستوحاة من زواحف «أبو بريص». كما ستتعاون مع «بروكتر وغامبل»، وستتشاركان نتائج الأبحاث بعدما لجأت الشركتان إلى ال «بيوميميتيقا» لإيجاد حلول في مجال الأعمال. طوال سنوات، حاول الباحثون لدى فورد إيجاد الأساليب لجعل تصنيع السيارات أكثر استدامة. من التحدّيات الرئيسة التي تواجهها الشركة، الغراء الذي يستخدم لإلصاق الإسفنج بالبلاستيك والمعادن، ما يجعل تفكيك القطع لإعادة التدوير شبه مستحيل. وها قد تغيّرت المعادلة من خلال زواحف أبو بريص، إذ إن القوائم اللاصقة للسحلية تسمح لها بالالتصاق على معظم الأسطح من دون أيّ سوائل أو توتّرٍ سطحيّ. وبالتالي يمكن للحيوان الزاحف أن يحرّر نفسه بسهولة من دون ترك أيّ رواسب. ويجب الأخذ في الاعتبار أنّ «أبا بريص» النموذجيّ البالغ الذي يزن 2.5 رطل قادر على حمل 293 رطلاً. ومن خلال اعتماد أسلوب المحاكاة الحيويّة، نظّمت فورد أخيراً ندوة في مركزها في ديربورن بالتعاون مع بروكتر وغامبل ومعهد ال «بيوميميتيقا» The Biomimicry Institute، وهو منظمة لا تبغي الربح تسعى للترويج لاعتماد مقاربة مبتكرة تبحث في الطبيعة عن حلول مستدامة لتحدّياتنا المعاصرة، بمشاركة حوالى 200 باحث ومصمّم بغية معرفة مزيد حول ال «بيوميميتيقا» وكيفيّة تطبيقها في عملهم. ومقاربة المحاكاة الحيويّة ليست جديدة. على سبيل المثال، فإنّ القطار الفائق السرعة «قطار الرصاصة» في شينكانسن (اليابان)، مستوحى من طائر الرفراف. بينما الفيلكرو مستوحى من بذور النباتات الشائكة. وطوّرت الإبَر الطبّية المحسّنة استناداً إلى البعوض. وقد زاد الاهتمام بهذه المقاربة في العقد الأخير مع تزايد التوعية حول التغيّر المناخيّ والتحدّيات البيئيّة. وفضلاً عن إعادة التدوير، عملت فرق التصميم لدى فورد نحو قرن من الزمن لإيجاد تكنولوجيا مستوحاة من الطبيعة، وقد حقّقت النجاح أخيراً في إنتاج الأقمشة للمقاعد وبطانات السقف. وتُعدّ فورد شركة السيارات الوحيدة التي تستخدم في مركباتها خيوط «ريبريف» REPREVE الفائقة الأداء، المصنوعة بنسبة 100 في المئة من المواد المعاد تدويرها، بما في ذلك القوارير البلاستيكيّة. وتستخدم فورد خيوط «ريبريف» REPREVE في خمسٍ من مركباتها، وهي: شاحنة F-150 الجديدة، إكسبلورر، إدج، فوكس إلكتريك الكهربائيّة وفيوجن – وجعلت منها مواد مستخدمة عالمياً. ويجسّد استخدام خيوط «ريبريف» REPREVE التزام فورد بخفض استخدام المواد وإعادة استخدامها وتدويرها، ضمن استراتيجية الاستدامة العالمية التي تعتمدها شركة تصنيع السيارات لخفض أثرها البيئيّ. ويسعى المصمّمون لدى فورد إلى توسيع آفاق هذا الالتزام، من خلال اللجوء إلى الطبيعة لتحسين المواد المستدامة في أقمشة المركبات. وأوضح باحثون إنّ زواحف أبو بريص قد تلهم تكنولوجيا الأقمشة التي قد تحدث تحوّلاً كبيراً في مقصورة مركبات فورد.