أجرى المبعوث الأممي إلى العراق وقادة عراقيون محادثات مع القوى الكردية لحضها على العودة إلى طاولة المفاوضات، فيما قام وزير خارجية تركيا بزيارة مفاجئة الى اربيل التقى خلالها رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني. ويجري كل من زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى العراقي» عمار الحكيم ورئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري لقاءات مع القادة الأكراد على هامش انعقاد «ملتقى الدراسات الإستراتيجية» في اربيل، لدفع الأطراف الكردية إلى نبذ الخلافات والعودة إلى طاولة الحوار لحل أزمة رئاسة الإقليم. وأجرى كل من المبعوث الأممي للعراق يان كوبيش وعمار الحكيم لقاءات منفصلة مع نيجيرفان بارزاني ونائب زعيم حزب «الاتحاد الوطني» برهم صالح، تناولت «الخلافات بين اربيل وبغداد، والأزمة السياسية في الإقليم، والحرب ضد تنظيم «داعش». وتتبادل الأطراف الكردية الاتهامات عقب قرار نيجيرفان بارزاني إقالة اربعة من وزراء حكومته عن حركة «التغيير» وإبعاد رئيس البرلمان عن مزاولة مهماته، إثر اتهام «الحزب الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني بالوقوف وراء أعمال عنف طاولت مقرات الحزب في مناطق تابعة لمحافظة السليمانية. من جهة أخرى، استقبل نيجيرفان بارزاني أمس في اربيل وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي وأبلغه «مواصلة الجهود لحل الخلافات الداخلية في الإقليم عبر الحوار والتفاهم»، فيما أكد الوزير التركي أن «الإقليم يشكل عامل استقرار في المنطقة». وتزامنت زيارة سينيرلي المفاجئة الى اربيل مع شن طائرات تركية غارات جوية على معاقل لحزب «العمال الكردستاني» داخل حدود الإقليم، بعد يوم من إعلان فوز حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا بنتائج الانتخابات العامة. وفي تطور لافت قال رئيس وكالة «الأمن والمعلومات» التابعة لحزب «الاتحاد الوطني» في السليمانية لاهور شيخ جنكي خلال ندوة في واشنطن إن «مسعود بارزاني لم يستطع للأسف أن يمثل دور رئيس الإقليم، وكان دائماً كرئيس للحزب الديموقراطي»، مشيراً إلى ان «الجيش الأميركي شكل غرفة عمليات في اربيل للتنسيق وتبادل المعلومات، من دون أن يكون لنا ممثل فيها». وأضاف ان «بارزاني ونجله مسرور (رئيس مجلس أمن الإقليم) يعملان على التفرقة المناطقية في الإقليم. ففي كركوك نرى ضعف الدعم الجوي للبيشمركة، كما أننا لم نعقد منذ بدء الحرب مع تنظيم داعش أي اجتماع مشترك، ونحن كذبنا على الشعب عندما قلنا إننا سنوحد المؤسستين». وقال مسؤول العلاقات في «الديموقراطي» هيمن هورامي في تصريحات صحافية إنه «بعد تهدئة الأوضاع سيتم إبرام اتفاقية جديدة مع حركة التغيير، ولا نضع خطوطاً حمراً أمامها، بل ستشارك في أية مشاوارت مستقبلية».