أكد حزب «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني، اعتقال 400 شخص بينهم أكراد سوريون في السليمانية، يُشتبه في تورّطهم بأعمال العنف التي شهدها إقليم كردستان أخيراً، فيما التقى مسؤولون أميركيون ومبعوث أممي مع القادة الأكراد في إطار مساعٍ للتهدئة. واتهم الحزب «الديموقراطي» بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، حركة «التغيير» بالوقوف وراء اقتحام مكاتبه وحرقها من جانب محتجين في المناطق الشرقية والجنوبية من الإقليم، وتفاقمت الأزمة مع منع رئيس البرلمان مزاولة مهامه، وإقالة خمسة من وزراء الحركة في الحكومة الكردية. وقال سعدي بيره، مسؤول العلاقات في حزب طالباني، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماعه بممثلي البعثات الديبلوماسية الأجنبية في الإقليم: «أوضحنا للبعثات حقيقة مجريات الأمور والوضع في الإقليم، وأكدنا أن الاتحاد هو جزء من الحل وليس الخلافات، وقد بدأ فعلاً اجتماعاته مع الأطراف لاحتواء الأزمة، ونرى أهمية التصدي لانتقال تأثيرات الأزمة إلى البيشمركة التي تحارب تنظيم داعش»، وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية اعتقلت أكثر من 400 متورّط في أعمال العنف من انتماءات حزبية مختلفة، وحتى من كردستان سورية، وهم يخضعون للتحقيق». وكان مسؤولون في حزب بارزاني أفادوا بأن عدداً من المتظاهرين أطلقوا هتافات خلال الاحتجاجات الماضية لمناصرة حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان. وفي التطورات، ذكرت مديرية شرطة السليمانية أن «منسق تظاهرات السليمانية رئيس منظمة الشكوى والمراقبة شفان زنكنه، عاد الى منزله بعد يومين من اختفائه»، وقالت في بيان: «زنكنه سيخضع للتحقيق حول أسباب اختفائه». وأعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، خلال اجتماعه مع بارزاني، عن «القلق من الأوضاع في الإقليم، واستعداد المنظمة الدولية لمساعدة الأطراف السياسية في التوصل إلى حل»، وأكد في بيان «الحاجة الملحّة لجميع الأحزاب السياسية إلى التصرف بحزم لتعزيز عدم تصعيد التوترات السياسية، ومنع العنف وإيجاد حلول للمأزق السياسي الذي طال أمده حول مسألة الرئاسة والإصلاحات من دون خلق فراغ في السلطة، وأدعو إلى ضمان حسن سير النظام السياسي ومؤسساته والأحزاب السياسية ومكاتبها، بما يتفق تماماً مع مبادئ الديموقراطية وأساليبها، وكذلك سلامة وأمن الممثلين السياسيين الذين ينبغي أن يكونوا قادرين على العمل من دون خوف وترهيب». إلى ذلك، بحث بارزاني مع وفد أميركي رفيع ضم أعضاء الحزب الجمهوري في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، والسفير الأميركي في العراق، وقادة عسكريين، التطورات في الإقليم والتنسيق في الحرب على تنظيم «داعش»، وأكد بارزاني أن «حماية الأمن القومي للإقليم هي من أولويات جميع الأطراف الكردستانية»، وشدّد على أن «الأزمات التي يشهدها الإقليم ستحلّ، ولن تؤثر في استقراره». وذكرت وسائل مقربة وتابعة لحزب بارزاني، أن الأخير «حسم قراره وهو قطعي، بعدم عودة رئيس البرلمان إلى منصبه، وقد أبلغ الاتحاد الوطني بالموقف».