بعد يوم من عودته إلى مقره في السليمانية (شمال العراق) باشر الرئيس العراقي جلال طالباني لقاءات مع القوى الكردية، وعقد اجتماعاً لقيادة حزبه «الاتحاد الوطني»، فيما أعلن الناطق باسم الحزب أنه سيلتقي اليوم رئيس الوزراء نوري المالكي. ووصل طالباني (79 سنة) إلى السليمانية مساء الاثنين بعد خضوعه لجراحة في ركبته اليسرى في أحد المستشفيات الألمانية. وقال الناطق باسم المكتب السياسي ل «الاتحاد الوطني» آزاد جندياني ل «الحياة» إن طالباني «سيستقبل غداً (اليوم)، رئيس الوزراء نوري المالكي، على أن يلتقي خلال الأيام المقبلة عدداً من قادة الكتل والأحزاب بينهم زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري». ويغيب عن اللقاءات رئيس الإقليم مسعود بارزاني الذي بدأ جولة اوروبية الأحد الماضي. ومن المؤمل أن تساهم عودة طالباني في تهيئة الأجواء لإعادة القوى السياسية إلى طاولة الحوار بعد أشهر من الجمود، جراء الأزمة الناجمة عن مطالبة «التحالف الكردستاني» و «القائمة العراقية» و «التيار الصدري» بسحب الثقة من المالكي، فضلاً عن الأزمة المتفاقمة بين بغداد واربيل حول ملفات عدة أبرزها النفط والمناطق المتنازع عليها. ورأس طالباني اجتماعين منفصلين للمكتب السياسي، والمجلس القيادي لحزب «الاتحاد الوطني»، كما التقى وفداً من «الديموقراطي» برئاسة رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، وتلقى مكالمة هاتفية من زعيم حركة «التغيير» المعارضة نوشيروان مصطفى، المنشق عن حزب طالباني أواخر عام 2006. إلى ذلك، أعلنت أحزاب المعارضة الكردية خلال مؤتمر صحافي مشترك عقدته أمس في السليمانية إن الحزبين الكرديين الرئيسين «غير جديين في تشكيل مجلس أعلى للمفاوضات مع بغداد»، وقال القيادي في «التغيير» يوسف محمد إن «الخلافات القائمة مع بغداد لن تحل ما دمنا نفتقر إلى مؤسسة تحظى بإجماع لإدارة المفاوضات». كما أعربت المعارضة عن «استيائها حيال عدم التزام الحزبين في مسألة انتخاب أعضاء مفوضية الانتخابات، لان الاتفاق كان يقضي أن تتم بالتوافق بين المعارضة والحزبين».