منذ أن عرضت قنوات «mbc» مسلسل «ساحرة الجنوب»، خلال موسمها الجديد، شعر المشاهد العربي أنّ ثمة اختلافاً في هذه الدراما، إن على مستوى النصّ أو الأداء. حقّق المسلسل نجاحاً ملحوظاً من حلقاته الأولى، على رغم أنه يُقدّم موضوعاً قد يجد البعض فيه مغامرة درامية. لكنّ بطلته حورية فرغلي تؤكّد ل «الحياة» أنها اقتنعت سريعاً بفكرة «ساحرة الجنوب»، فدخلت العمل بحماسة كبيرة وهي اليوم سعيدة جداً بردود الفعل الإيجابية على دورها وعلى العمل في شكل عام بعد عرضه على قنوات «أم بي سي». وأوضحت حورية في حوارها مع «الحياة» أنها تعشق أعمال التشويق والرعب، وتتابع كثيراً الأفلام الأجنبية التي تنتمي إلى الخيال العلمي أو الفانتازيا والرعب. لذلك لم تخف من خوض هذه التجربة إنما تحدّت نفسها، وشعرت بأنها أمام تجربة مختلفة وجديدة عليها كممثلة، وعلى الدراما المصرية والعربية في شكل عام. ورأت فرغلي أن العمل منحها مزيداً من الخبرة والثقة بإمكاناتها كممثلة محترفة قادرة على تجسيد كل الشخصيات. وقالت إنها اعتمدت كثيراً على السيناريو في تكوين ملامح «روح»، وسألت كثيراً عن تفاصيل مهمة في بناء الشخصية، وتواصلت مع أشخاص في الصعيد لديهم خبرات مع هذا العالم، وحكوا لها قصصاً كثيرة عن حالات مشابهة ل «روح» و «بخيتة». وفي هذا الإطار تقول حورية: «الكاتبة سماح الحريري لم تكتب قصة ولكنها ألقت الضوء على نماذج موجودة بالفعل في الصعيد». وشدّدت حورية على أنها لا تنظر إلى العمل على أنه رعب، لكنّه حالة جديدة لم تتم معالجتها في الدراما من قبل. وشعرت بأن الجمهور من الممكن أن ينبهر بموضوع المسلسل وقصته، وهذا ما حدث. ما حرصت عليه أثناء تصوير العمل هو البساطة في الأداء، والابتعاد عن الافتعال كي يشعر الجمهور بصدق الشخصية وبقربه منها. أمّا التحدي لديها فكان ألا يكره الجمهور «روح». شعرت حورية بمسؤولية كبيرة لأنها أول ممثلة تجسد هذا النوع من الأدوار، واعتمدت كثيراً على المخرج أكرم فريد لأنها تثق بأدواته كمخرج موهوب. وعن اللهجة الصعيدية التي قدمتها في العمل، قالت أن مصحح اللهجة ساعدها في اتقانها والجمهور أشاد بها في هذا الشأن. وأشارت إلى أن العدسات التي ارتدتها في المسلسل كانت فكرة المخرج أكرم فريد، وتم استيرادها من أميركا، وكانت مؤلمة جداً، لأن حجمها عريض، وكانت تتألّم عندما كانت تنزعها، وواجهت صعوبة في تصوير المشاهد لأنها مطالبة بتصويرها في وقت قصير حتى لا تضع العدسات وقتاً طويلاً. وأكدت فرغلي أن صعوبة شخصية «روح» كانت عندما تتحول تأثراً بالروح الملازمة لها، يتطلب منها تحريك كل عضلات وجهها، وبسببها اتبعت حمية غذائية قاسية، حتى يظهر وجهها رفيعاً. «كنت أبتكر التعابير المصاحبة لتحولات روح. أترك الشخصية تعبّر عن نفسها مع كل حركة ونظرة كي أكون صادقة في نقل تأثرات «روح» النفسية والعصبية أثناء التحول». وأوضحت أنه تم تصوير جزء كبير من العمل في الشتاء القارص وجزء آخر منه في الحر الشديد، وهي تعاني مشكلة في الجيوب الأنفية وبسبب مشاهد الحرائق ودرجة الحرارة المرتفعة والتراب أصيبت بصديد في الأنف، واحتاجت أن تُجري جراحة في لندن وحصلت على إجازة لمدة شهرين، وألزمها الأطباء بعدم التعرض للأتربة. وبعد عودتها كان من المفترض أن تصور مشاهد «بخيتة»، وكان معظمها في الصحراء وفي أجواء متربة جداً.