أعادت شركة «كوغاليم افيا» المالكة للطائرة الروسية التي سقطت في سيناء قبل أيام وعلى متنها أكثر من 220 شخصاً، فرضية التفجير إلى الواجهة، باستبعادها وقوع عطل فني وترجيحها تعرض الطائرة إلى «تأثير خارجي»، لم توضحه. لكن القاهرة استبعدت تعرض الطائرة لتفجير، سواء من الداخل أو من الخارج، فيما اعتبرت موسكو أن كل الفرضيات مطروحة، وإن لم تتبنّ موقف الشركة، ودعت إلى انتظار نتائج التحقيقات. (للمزيد) وأعلن الكرملين أمس أنه «لا يستبعد أي فرضية في التحقيقات الجارية، بما فيها أن يكون الحادث نجم عن اعتداء إرهابي». لكنه دعا إلى «انتظار النتائج بصبر من دون الانخراط في التخمين والإدلاء بتصريحات لا أساس لها عن أسباب الكارثة». وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «بلا شك يجب بذل قصارى الجهد حتى توضع صورة موضوعية، كي نتمكن من معرفة ما حدث... هذه المرحلة يجب أن تستمر حتى نتأكد تماماً من أنها كاملة». وفي أول ظهور مباشر أمام وسائل الإعلام لمسؤولي الشركة صاحبة الطائرة المنكوبة، قال نائب مدير «كوغاليم افيا» ألكسندر سميرنوف إن تعرض الطائرة ل «تأثير خارجي» هو «السبب الوحيد الممكن لتفسير الحادث». ولم يحدد المقصود بعبارة «التأثير الخارجي»، مكتفياً بالإشارة إلى أن «على لجنة التحقيق أن تكشف عنه». ونفى «كلياً فرضية العطل الفني أو الخطأ البشري». وأشار إلى أن قائد الطائرة لم يتمكن من إرسال نداء استغاثة أو الإبلاغ عن عطل مفاجئ، كما لم يتمكن من الاتصال ببرج المراقبة، ما يعزز فرضية أن تكون الطائرة تعرضت «لتأثير مفاجئ أفقد الطاقم السيطرة كلياً، وأدى في الغالب إلى وفاة جميع ركابها فوراً». وأوضح خبير الطيران الفرنسي روبير غالان أن ما تقصده الشركة ب «التأثير الخارجي» قد يكون «زرع قنبلة (في مطار شرم الشيخ) أو تخريباً» في أجزاء الطائرة. وقال لوكالة «أسوشييتد برس» إن الصندوق الأسود للطائرة لن يؤكد أو ينفي أياً من الفرضيتين، لكن فحص الحطام بحثاً عن آثار متفجرات خلال 48 ساعة من سقوط الطائرة، كفيل بحسم فرضية التفجير. في المقابل، دعت لجنة التحقيق الروسية إلى «عدم التسرع في الاستنتاجات». وتحفظت هيئة الطيران الروسي أمس عن استنتاجات الشركة التي اعتبر رئيس الهيئة ألكسندر نيرادكو أن «لا أساس لها وسابقة لأوانها»، داعياً إلى انتظار نتائج تحليل الصندوقين الأسودين لمعرفة تفاصيل الدقائق الأخيرة قبل الكارثة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في اللجنة أن الفحص الأولي للصندوقين الأسودين للطائرة نفى تعرضها لضربة من خارجها، كما لم تُسجل محاولة للاستغاثة من الطاقم. وأكد ل «الحياة» مسؤول مصري هذه المعلومات، وزاد باستبعاد فرضية شن «هجوم داخلي» أسفر عن انشطار الطائرة. وقال إن «هذه الفرضية مستبعدة في ظل الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات المصرية، خصوصاً مطار شرم الشيخ، باعتبار المنتجع الوجهة السياحية الأولى في البلاد». وأوضح أن «تحليل البيانات الأولية أظهر أن قائد الطائرة لم يرسل أي استغاثات، ما يُرجح استبعاد تلك الفرضية... حوادث الطيران في العالم يكتنفها غموض إلى حين الوصول إلى النتائج النهائية. وفي هذه الحال، المعطيات المتوافرة كافية إلى درجة ما للوصول إلى تلك النتيجة، من حيث العثور على الصندوقين الأسودين وحطام الطائرة وجثث غالبية القتلى، فضلاً عن التاريخ المهني للطائرة الذي ستوفره الشركة المالكة والشركة المُصنعة للطائرة». وأعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر أمس أن «ليس هناك مؤشرات حتى الآن» إلى عمل إرهابي تسبب بسقوط الطائرة الروسية في سيناء. ونقلت وكالة «فرانس برس» قوله أن «من غير المرجح» أن تكون لدى الفرع المصري لتنظيم «داعش» الإمكانات لإسقاط طائرة ركاب أثناء تحليقها، لكنه تدارك أنه لا يمكن «استبعاد» هذه الفرضية بالكامل. وتفقد وزير الطيران المصري حسام كمال ووزير الطوارئ الروسي فلاديمير بوتشكوف الصندوقين الأسودين، في مركز تحليل حوادث الطيران في مقر وزارة الطيران المدني في القاهرة، واطلعا على حالتهما وناقشا تركيبة اللجنة المشكلة للتحقيق في الحادث. لكنّ تضارباً ساد في شأن مكان تفريغ محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة، ففي حين أظهرت تصريحات رسمية مصرية أن الصندوقين سيتم تفريغهما في مصر، قال السفير الروسي لدى القاهرة سيرغي كيربتشينكو إن الصندوقين سيتم تفريغ بياناتهما في موسكو. وأعلنت القاهرة سفر 196 جثماناً للضحايا على متن طائرة روسية، فيما توسعت عمليات البحث لانتشال بقية الأشلاء والجثث إلى نطاق 20 كيلومتراً، بمشاركة آليات وخبراء من روسيا.