شكك علماء بريطانيون في فرضية مقتل الملكة المصرية كليوباترا بلدغة ثعبان «كوبرا»، مشيرين إلى أن عناصر القصة المعروفة مبنية على أسس غير متينة. وبحسب القصة الشائعة، فان كليوباترا قررت قتل نفسها بعد هزيمة القوات المصرية أمام جيوش روما، وانتحار زوجها القائد الروماني مارك أنطونيوس، مستعينة بلدغة أفعى «كوبرا» كانت أخفتها في سلة تين. لكن الخبراء في جامعة «مانشستر» البريطانية، أجمعوا على أنه لا يُمكن إخفاء ثعبان كبير قادر على قتل الملكة، إضافة إلى اثنتين من وصيفاتها، في السلة المذكورة، وطعنوا في صدقية حدوث ثلاث لدغات متعاقبة مميتة. وأشار كل من عالمة المصريات غويس تيلدسلي وأمين قسم الزواحف في «متحف مانشستر» أندرو غراي، إلى أن الجاني المفترض، وهو ثعبان ال«كوبرا»، يمتلك جسداً كبيراً لا يمكن إخفاؤه بالطريقة التي نسجتها القصة. وأضافا أن طول الثعبان يترواح بين خمسة إلى ستة أقدام، ويمكن أن ينمو ليصل طوله إلى ثمانية أقدام (2.5 متر). ونقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن الباحثين قولهم إنه حتى وإن كان الثعبان دس فعلاً لكليوباترا، فليس من المرجح على الإطلاق أن يكون قتل الملكة ووصيفتيها بهذا التعاقب السريع. وقال غراي إن القصة غير محتملة، «ليس فقط لأن الكوبرا كبير الحجم، بل لأن نسبة احتمال موت الإنسان من لدغة ثعبان لا تتعدى 10 في المئة فقط، كون معظم اللدغات جافة ولا يحدث فيها حقن لسم». وأضاف أن «هذا لا يعني أن سم الثعابين لا يقتل، فهو يؤدي إلى الموت المبكر لخلايا الجسم الحية، ما يؤدي في النهاية إلى الوفاة، لكن ببطء». وتابع «من المستحيل الإستعانة بثعبان لقتل شخصين أو ثلاثة أشخاص، واحداً تلو الآخر»، لافتاً إلى أن «الثعابين تستخدم السم لحماية نفسها وللصيد، لذا فهي توفره لاستعماله وقت الحاجة». وباتت قصة حياة كليوباترا وموتها جزءاً من أسطورة شهيرة، جسدت في أعمال سينمائية وتلفزيونية غربية وعربية، أشهرها فيلم «كليوباترا» (1963) من بطولة الممثلة الشهيرة اليزابيث تايلور، ومسلسل «كليوباترا» من بطولة السورية سلاف فواخرجي. يذكر أن ملكة مصر تورطت في «صراع قوة» مع الإمبراطورية الرومانية، ما أدى إلى نشوب معركة «أكتيوم» البحرية غرب اليونان، والتي انتهت بهزيمة زوجها انطونيوس. وبعد سماعها بخبر هزيمتها وموت زوجها، انتحرت عن عمر ناهز 39 سنة، في عام 30 قبل الميلاد.