اتسعت دائرة الانفلات الأمني في عدن مع تسجيل عمليات اغتيال جديدة، يعتقد بأن وراءها تنظيمات متطرفة، واقتحم مسلحون مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي في المدينة. وفيما أكدت مصادر «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية الشرعية أمس وصول قوة عسكرية دربها التحالف العربي إلى تعز (جنوب غرب)، مدعومة بالمدرعات، في سياق خطة لتعزيز الجهود ضد مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم، نقلت وكالة «رويترز» عن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد قوله إن «كل أطراف النزاع وافقت على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216». وتوقع بدء المفاوضات بين الحكومة والحوثيين «منتصف الشهر الجاري». وأفادت مصادر أمنية بأن مجهولين يُعتقد بأنهم على صلة بالتنظيمات المتطرفة، اغتالوا ضابطاً في الاستخبارات برتبة رائد يدعى ميعاد فضل أمام منزله في مدينة إنماء، كما اغتالوا ضابطاً في المباحث الجنائية هو عبدالواحد فارع في منطقة المنصورة. ونجا رئيس النيابة العامة في محافظة لحج المجاورة، عبدالله محمد سعيد، من محاولة لاغتياله في منطقة الفيوش، وأفاد مصدر أمني بأنه أصيب بجروح ونقل إلى مستشفى. وجاء الحادث غداة مهاجمة مسلحين منزل القيادي في «المقاومة الشعبية» هاشم السيد وقتل ثلاثة من مرافقيه. وفي إب التي يسيطر عليها الحوثيون (180 كلم جنوبصنعاء)، أعلن مصدر أمني أن سيارة مفخخة انفجرت وسط المدينة صباحاً، قرب تجمع لمسلحي الجماعة، ما أدى إلى مقتل طالب جامعي وجرح سبعة آخرين من المارة. وتواصلت المواجهات أمس بين «المقاومة» وقوات الحوثيين في المناطق الواقعة بين الضالع وإب في مديريتي دمت والرضمة، وسط أنباء عن استقدام الحوثيين تعزيزات ضخمة من مديرية يريم المجاورة بعد الخسائر التي تكبدوها في اليومين الأخيرين. وأفادت المصادر عن معارك كرّ وفر في تعز، بالتزامن مع غارات للتحالف. وأضافت أن الجيش الوطني سيطر على «جبل المالح» في مديرية صرواح غرب مأرب (شرق صنعاء) واقترب من مركز المديرية. وجدد طيران التحالف ضرب مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في معسكر النهدين قرب القصر الرئاسي في صنعاء، كما ضرب معسكر «المنار» في مديرية الحيمة في الضواحي الغربية للعاصمة. وعلى الحدود الجنوبية، قصفت المدفعية السعودية أمس أهدافاً ثابتة وتجمُّعات عسكرية للحوثيين والموالين لعلي صالح في مديرية كتاف باتجاه حدود نجران. وصدت القوات البرية السعودية أمس محاولات عشرات من المسلحين التسلُّل عبر الحدود، وتمكنت من القضاء على عدد منهم. في غضون ذلك، قال ولد الشيخ أحمد إن «كل أطراف النزاع الرئيسيين (في اليمن) وافقوا على تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216 «الذي يدعو الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح إلى الانسحاب من المدن الرئيسية وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من القوات الحكومية. وزاد «تأكيد مسؤول بارز في جماعة الحوثيين فشل الجهود في التوصل الى حل سياسي للأزمة، لا يبدو أنه يعبّر عن الموقف الرسمي للجماعة». واستبعد أن يكون التحالف «يعتزم استعادة السيطرة على صنعاء بالقوة»، وأضاف: «يمكنني القول ببساطة ما أبلغت به لكنني لا استطيع التحدث نيابة عن التحالف. لا اعتقد بأن أي شخص لديه النية في دخول صنعاء. إنهم يفضلون التوصل إلى حل سياسي».