بدأت النتائج الاولية للانتخابات العامة العراقية بالصدور تباعاً أمس لتظهر تقدم رئيس الوزراء نوري المالكي في جنوب العراق الذي تسكنه غالبية شيعية. وتقدم رئيس الوزراء السابق إياد علاوي في محافظتين، فيما اشتكى أعضاء في قائمته من عمليات تزوير. وأظهرت النتاج الاولية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وهي الاولى التي يتم اعلانها تقدم المالكي في محافظتي النجف وبابل الواقعتين جنوب بغداد. إلا أن النتائج الكاملة من محافظات العراق الثماني عشرة، بما فيها مناطق يتوقع ان يكون فيها تأييد قوي لخصوم المالكي لا تزال غير معروفة بعد أربعة أيام من الانتخابات التي يأمل العراقيون أن تسفر عن تشكيل حكومة مستقرة وتساعد في انهاء سنوات من الصراع الطائفي مع استعداد القوات الأميركية للانسحاب. وتترقب شركات النفط الاجنبية النتائج النهائية في الوقت الذي تضع خططاً لاستثمار بلايين الدولارات من شأنها أن ترفع العراق الى مصاف أكبر منتجي الخام في العالم. كما يترقب السياسيون في واشنطن تلك النتائج مع استعداد الولاياتالمتحدة لانهاء العمليات القتالية رسمياً بنهاية آب (أغسطس) ومغادرة العراق قبل عام 2012. وأظهرت النتائج التي أعلنتها المفوضية تقدم ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي بحصوله على 124 ألفاً و734 صوتاً في النجف وبابل مع فرز 30 في المئة على الأقل من الأصوات يليه الائتلاف الوطني العراقي الذي يغلب عليه الشيعة الذي حصل على 103583 صوتاً. وحصلت قائمة علمانية من طوائف عدة يقودها علاوي على 40916 صوتاً. ويتوقع أن تبلي تلك القائمة بلاء حسناً في المناطق السنية بشمال وغرب العراق. ومن غير المرجح أن تحقق أي من الكتل فوزاً صريحاً وقد تستغرق المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية أشهراً عدة مما يثير احتمال حدوث فراغ سياسي خطير. وشارك 62 في المئة من ناخبي العراق البالغ عددهم نحو 19 مليون ناخب في الانتخابات التي أجريت الاحد على رغم تهديدات تنظيم «دولة العراق الاسلامية» المرتبط ب «القاعدة» وسلسلة من الهجمات شنها يوم الانتخابات متشددون اسلاميون يعتقد أنهم من السنة وأسفرت عن مقتل 39 شخصاً. ويظهر احصاء غير رسمي للأصوات تقدم ائتلاف دولة القانون في بغداد بزعامة المالكي وهو تحالف من حزب الدعوة وبعض القيادات العشائرية السنية وبعض الاكراد الشيعة ومسيحيين ومستقلين. وبغداد هي اكبر جائزة انتخابية. وكان ائتلاف دولة القانون الفائز الاكبر في انتخابات مجالس المحافظات التي أجريت في كانون الثاني (يناير) 2009 واعتمد في حملته الانتخابية على برنامج يقوم على تحسن الأوضاع الأمنية ووجود حكومة مركزية قوية. وحتى اذا مثل حلفاء المالكي أكبر كتلة في البرلمان فسيكون عليهم الاتحاد مع ائتلاف أو اثنين آخرين لتشكيل حكومة وربما يواجه المالكي تحديات من شركاء في الائتلاف يعارضون منحه ولاية ثانية. إلى ذلك زعمت قائمة علاوي أمس وقوع مخالفات واسعة النطاق في الانتخابات. ودعا أعضاء من قائمة «العراقية» الى مؤتمر صحافي بعد أربعة أيام من الانتخابات مع بدء وصول النتائج. وشكوا من تزوير واسع النطاق وقالوا انه تم العثور على بطاقات اقتراع في القمامة. وقال عدنان الجنابي وهو من اعضاء القائمة البارزين انها سجلت عشرات الانتهاكات وان هناك تدخلاً من بعض المسؤولين. في الشمال، أظهرت النتائج المبكرة ان قائمة تمثل الحزبين الكرديين الرئيسيين تتقدم بفارق كبير على قائمة اصلاحية في محافظة اربيل. وتأتي النتائج الاولية التي اعلنت أمس بعد فرز 28 في المئة من الأصوات في هذه المحافظة وأظهرت ان القائمة التي تضم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال الطالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الاقليم الكردي مسعود بارزاني تتقدم بفارق كبير على حزب غوران الذي خاض الانتخابات ببرنامج اصلاحي.