أظهر مسح لوكالة «رويترز» نشرت نتائجه أمس ان إنتاج منظمة «أوبك» من النفط نزل في تشرين الأول (أكتوبر) مقارنة بالشهر السابق إذ طغى انخفاض إنتاج السعودية والعراق على الزيادة في إمدادات الدول الأفريقية الأعضاء بالمنظمة. وهبطت إمدادات «أوبك» في تشرين الأول إلى 31.64 مليون برميل يومياً من 31.76 مليون برميل يومياً في القراءة المعدلة لأيلول (سبتمبر) وفق المسح الذي استند إلى بيانات شحن ومعلومات من مصادر في شركات النفط و «أوبك» ومستشارين. وبلغ حجم إنتاج السعودية 10.10 مليون برميل يومياً ليظل قريباً من أعلى مستوى لإنتاجها البالغ 10.56 مليون برميل يومياً الذي ضخته في حزيران (يونيو). وارتفعت صادرات مرافئ العراق الرئيسة في الجنوب معظم فترات تشرين الأول إذ سجلت مستوى قياسياً بلغ 3.1 مليون برميل يومياً في أول 27 يوماً من الشهر لكنها تباطأت بعد ذلك بسبب سوء الأحوال الجوية الذي أدى إلى تأخر بعض الشحنات وفق بيانات الشحن. ووفق تقرير لوكالة «فرانس برس»، أدى تراجع أسعار النفط إلى تدهور نتائج شركات النفط الكبرى في الفصل الثالث فأصبحت تطبق الوصفة ذاتها لامتصاص الصدمة، من خفض للتكاليف والاستثمارات مع الحفاظ على الأرباح بأي ثمن. ف «توتال» الفرنسية العملاقة شهدت صافي أرباحها ينخفض بنسبة 69 في المئة إلى 1.08 بليون دولار بين تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر) بسبب تدهور قيمة الموجودات، على رغم ان صافي دخلها المعدل الذي يستثني المواد المتقلبة والاستثنائية يعتبر افضل حالاً. وتراجع صافي مداخيل «بريتيش بتروليوم» (بي بي) البريطانية إلى لا صفر، فيما تكبدت «إيني» الإيطالية و «شتات أويل» النروجية خسائر. لكن الخسارة الكبرى كانت من نصيب «شل» البريطانية - الهولندية التي تعاني خسارة هائلة بحجم 7.4 بليون دولار. ولا تتوقع «شيفرون» و «اكسون موبيل» الأميركيتان أخباراً جيدة في حين يتراجع نشاط حفر النفط الصخري في الولاياتالمتحدة بسب ضعف أسعار النفط الخام. وانخفضت أصول «شل» بقيمة 3.7 بليون دولار من ضمنها 2.3 بليون للغاز الصخري في الخارج. وأوفقت المجموعة الحفر المثير للجدل قبالة الاسكا وفي الرمال النفطية في كندا. وكانت أعمال التكرير تلقي بثقلها على نتائج شركات النفط في السنوات الأخيرة، لكنها أصبحت الآن تحقق بعض الأموال لها. وقررت الشركات خفض استثماراتها في شكل كبير بإجمالي عشرات البلايين من الدولارات. بالإضافة إلى إلغاء آلاف الوظائف. وقال جاسبر لاولر، الخبير المالي ان «شركات النفط الكبرى تقلل في شكل كبير من استثماراتها من أجل تعزيز فعالية عملياتها مع سعر 60 دولاراً للبرميل. ومع انخفاض متوقع في الولاياتالمتحدة للإنتاج فالفكرة هي ان أسعار النفط ستبلغ 60 دولاراً للبرميل في المدى المتوسط. وهذا يتيح لهذه الشركات الاستمرار في توزيع ارباح من خلال زيادة حجم الديون في المدى القصير بسبب تدني معدلات الفائدة». ومع وصول سعر البرميل الى هذا المستوى، قررت «توتال» استخدام احتياطها النقدي لتقديم ارباح للمساهمين اعتباراً من 2017. وأوضح لاولر ان «خطاب الشركات ينص على أنها ستبذل قصارى جهدها لتجنب خفض توزيع الأرباح، فهي تفضل خفض الإنفاق الرأسمالي (الاستثمارات) بما مجموعه بليونين أو ثلاثة بلايين دولار بدلاً من المس بالأرباح». وأضاف ان الشركات الكبرى ترغب في تلبية توقعات الأسواق المالية، خصوصاً صناديق الاستثمار. فإذا خفضت الأرباح، سينتهي التدفق من هذه الجهات الفاعلة». وفي أوروبا، وحدها شركة «إيني» اجتازت هذه الخطوة. وانخفض سعر النفط الخام في العقود الآجلة بعد يوم على صدور تقرير أظهر تباطؤاً حاداً لنمو الاقتصاد الأميركي وهو ما يذكي المخاوف من تباطؤ الطلب في ظل تخمة المعروض العالمي. وتباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي بشدة في الربع الثالث من العام مع سعي الشركات للحد من إعادة تكوين المخزونات في المستودعات للتخلص من تخمة المخزون. واتجه مزيج «برنت» والخام الأميركي لتحقيق أول مكاسبهما الأسبوعية في ثلاثة أسابيع لكن بعض التجار والمحللين يرجحون ان تتحرك الأسعار في نطاق ضيق خلال الأسابيع المقبلة في ظل استمرار زيادة مخزونات النفط. وانخفض سعر الخام الأميركي 45 سنتاً إلى 45.89 دولار للبرميل. واتجه الخام إلى تحقيق مكاسب نسبتها 2.4 في المئة هذا الأسبوع. وتراجع سعر مزيج «برنت» 32 سنتاً إلى 48.48 دولار للبرميل واتجه إلى الصعود بنسبة واحد في المئة هذا الأسبوع.