أعلنت وكالة الطاقة الدولية تفاقم تخمة المعروض النفطي العالمي مع استمرار إنتاج السعودية قرب مستويات قياسية مرتفعة. ووفقاً للوكالة لا يمكن وصف نمو الاستهلاك العالمي بأنه كبير، على رغم أن الطلب على النفط أعلى من التوقعات، ولذا تظهر بوادر على انتقال تخمة المعروض إلى أسواق المنتجات المكررة ما قد يحول دون استمرار موجة التعافي الحالية للأسعار. وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري: «على رغم وجود مؤشرات صعود أولية في الولاياتالمتحدة ومع استبعاد حدوث أي تعطيل غير متوقع في أماكن أخرى، مازالت العوامل الأساس في السوق تبدو ضعيفة نسبياً في الأمد القصير». ويتجاوز إنتاج النفط العالمي الطلب عليه بنحو مليوني برميل يومياً. وجاء في التقرير: «يبدو أن المواجهة المفترضة بين أوبك والنفط الأميركي المحكم الخفيف بدأت تنال من الأخير، ففي أعقاب تبني إجراءات لخفض التكاليف وتقليص عدد منصات الحفر العاملة في الولاياتالمتحدة 60 في المئة على مدار شهور، يبدو أن النمو المستمر بلا هوادة في طريقه للانحسار أخيراً». لكنها أضافت أن ارتفاع الأسعار يبعث الأمل في نفوس المنتجين الأميركيين من جديد. وأضافت: «يُفاخر عدد من كبار منتجي النفط المحكم الخفيف بنجاحهم في خفض تكاليف الإنتاج إلى حد كبير في الأسابيع الأخيرة، وفي الوقت ذاته يتردد أن المنتجين يلجأون بشكل متزايد إلى صفقات التحوط (...) لذا من السابق لأوانه القول إن أوبك فازت في معركة حصة السوق بل يجب الإقرار بأن المعركة مازالت في بدايتها». وتابعت الوكالة أن إمدادات الخام العالمية نمت 3.2 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل) مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، على رغم تباطؤ إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة إلى حد ما. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو المعروض من خارج «أوبك» بواقع 200 ألف برميل يومياً مقارنة بتقرير الشهر الماضي، وقالت إن المنتجين من خارج «أوبك» سيساهمون بإمدادات إضافية تبلغ 830 ألف برميل يومياً في 2015. وأبقت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب هذه السنة من دون تغيير عن الشهر الماضي عند 1.1 مليون برميل يومياً ليبلغ 93.6 مليون برميل يومياً، بارتفاع 0.7 مليون عن 2014. ولفتت إلى أن تقليص توقعات نمو الطلب على النفط في دول الاتحاد السوفياتي السابق والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية طغى على أثر تحسن الآفاق الاقتصادية في أوروبا. ولفتت الى أن أحد المؤشرات الأخرى التي تدعم الاتجاه النزولي، نمو مخزون المنتجات البترولية في الولاياتالمتحدة في آذار (مارس)، على عكس السائد في هذا الوقت من السنة في حين أعلنت الصين عن مستويات قياسية لمخزون المشتقات. إلى ذلك، قال وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه في حديث إلى صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، إن طهران تتوقع زيادة إنتاجها من النفط إلى 5.7 مليون برميل يومياً في ثلاث سنوات من 3.8 مليون حالياً. وأضاف: «بعد انتهاء العقوبات سنعود أقوى مما كنا». وتابع: «سننتج 5.7 مليون برميل يومياً في ثلاث سنوات (...) اليوم يبلغ الإنتاج 3.8 مليون يومياً». في سياق متصل، أكد نائب وزير الطاقة الروسي كيريل مولودتسوف أن بلاده تواصل مشاوراتها مع «أوبك» قبل الاجتماع الدوري للمنظمة في حزيران مشيراً إلى أن أسعار النفط الحالية في النطاق الذي توقعته موسكو من قبل. في التعاملات، ارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» متجاوزاً 67 دولاراً للبرميل ومتجهاً صوب أعلى مستوياته في خمسة أشهر، بعدما هبط مخزون النفط الخام في الولاياتالمتحدة للأسبوع الثاني على التوالي. وتجاهل النفط تقرير وكالة الطاقة. وزاد «برنت» 35 سنتاً إلى 67.21 دولار للبرميل بعدما بلغ 69.63 دولار في 6 الجاري مسجلاً أعلى مستوياته منذ كانون الأول (ديسمبر). وارتفع الخام الأميركي 50 سنتاً إلى 61.25 دولار للبرميل. إلى ذلك، أعلنت شركة «جي أس إنرجي» الكورية الجنوبية الاتفاق على شراء حصة في امتياز نفطي بري جديد في أبوظبي مدته 40 سنة في مقابل 743 بليون وون (676 مليون دولار). وتنضم الشركة الكورية إلى «إنبكس كورب» اليابانية و «توتال» الفرنسية في تطوير أكبر حقول النفط في الإمارات بعد انتهاء عقد مع شركات نفط غربية كبرى يرجع للسبعينات من القرن الماضي. وأضافت الشركة في بيان أن الحصة التي تبلغ ثلاثة في المئة في امتياز «شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة» (أدكو)، يمنح كوريا الجنوبية أكبر أصولها النفطية وتصل إلى 800 مليون برميل. وأشارت «جي أس كالتكس» في بيان، إلى أن شراء حصة في امتياز «أدكو» «يساهم بقوة في استقرار إمدادات الطاقة» في كوريا الجنوبية. من ناحية أخرى، أفاد مصدر ملاحي في حديث إلى وكالة «رويترز» بأن تدفق النفط عبر خط أنابيب كركوك- جيهان بين العراق وتركيا، متوقف منذ الأول من أمس لأسباب فنية وربما يستغرق الإصلاح ثلاثة أيام أو أربعة. وفي الكويت أعلن مسؤولون إجراء صيانة في مصفاة ميناء عبدالله التي تبلغ طاقتها التكريرية 270 ألف برميل يومياً، ومن المقرر أن تنتهي الصيانة في الثامن من حزيران (يونيو) المقبل وتستعد لإجراء عملية صيانة أخرى مطلع آذار المقبل. وقال المنسق العام للصيانة الشاملة في مصفاة ميناء عبد الله، فايز الخزام، إن المصفاة ستغلق أسبوعين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 استعداداً للربط مع مشروع الوقود البيئي. ومن ليبيا، أكد مسؤولون نفطيون أن ناقلة غادرت ميناء الحريقة في شرق ليبيا حاملة 600 ألف برميل من الخام بينما ستحمّل ناقلة أخرى بشحنة حجمها 650 ألف برميل من ميناء الزويتينة في شرق البلاد. وتنتظر ناقلة ثالثة أمام ميناء الحريقة للتحميل.