لم تنل كبيرة الأطباء البريطانيين البروفيسورة سالي ديفيز، استحساناً كبيراً من مستمعيها، عندما قالت ممازحة الحاضرين، أنه يجب فرض "ضريبة بدانة" على المسافرين بالطائرات، ليصبح ذلك عاملاً محفزاً لخسارة الوزن. وكانت ديفيز صرحت خلال اجتماع علني عن عادات الطعام عُقد في "متحف لندن للعلوم" مطلع الشهر الجاري، أن "فرض ثمن إضافي لتذكرة السفر وفق وزن الشخص وأمتعته، يبدو حلاً ذكياً لمشكلة البدانة". وأوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عدداً من الردود المعترضة على اقتراح الدكتورة، إذ قال لورانس ديفيز الذي يعمل في أحد مكاتب الحقوق، أن "معظم الأشخاص الذين يعانون من البدانة، لا يكونون كذلك باختيارهم. الأمر يتطلب تفهماً وليس عصا كبيرة"، مضيفاً أنه "يجب عدم حصر الخدمات بالأشخاص النحيفين، أو فرض ضريبة على البدناء". وسأل آخرون إن كانت ديفيز تشجّع فرض ضريبة إضافية لتذاكر السفر على النساء الحوامل أو الأشخاص الذين يستعملون كرسياً متحركاً. في المقابل، ساندت جوليا ستيفنسون اقتراح ديفيز بقوة، مستحضرة رحلات عدة تحمّلت خلالها ضيق الجلوس قرب أشخاص بدناء. وقالت ستيفنسون أنه "لا غرابة في مشاركتي دكتورة ديفيز الرأي بضرورة فرض ضريبة على البدناء عند السفر"، موضحة أن الجلوس وسط شخصين بدينين هو أحد أسوأ المواقف التي يمكن أن يمر بها أي شخص عند السفر. وذكرت أنه "ليس من العدل أن اضطر لدفع مبلغ إضافي إذا زاد حجم أمتعتي كسراً عن الوزن المحدد، فيما لا تدفع المرأة التي تجلس خلفي ويتعدى وزنها 100 كيلوغرام، أي شيء إضافي، فقط لأنها تحمل حقيبة خفيفة". وأضافت: "ما الفائدة من السفر بأمتعة خفيفة إذا كان الشخص يضيف ذلك الوزن في شكل آخر؟". وأشارت ستيفنسون إلى أن المسألة اقتصادية بحتة، فالوزن الإضافي في الطائرة يعني الحاجة إلى كمية أكبر من الوقود، لذا يجب ألا تتعرض شركات الطيران لانتقادات في حال طبقت هذه الضريبة. وقام أحد الخطوط الجوية بتطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع، ففي العام 2013، أعلنت شركة "طيران ساموا" على موقعها الإلكتروني، أنها أصبحت شركة الطيران الأولى التي تعتمد نظام "ضريبة البدانة". ويقتضي هذا النظام أن يأخذ المسافر في الاعتبار وزنه، إضافة إلى وزن أمتعته، عند شرائه تذكرة السفر. وقالت إحدى المضيفات في شركة طيران أميركية، أن "المسافرين يزدادون بدانة يوماً بعد يوم، لذا من الضروري معرفة وزن الركاب وأمتعتهم قبل دخولهم الطائرة، حتى يعرف الطيار المسؤول ما هو الوزن الذي تحمله الطائرة بالضبط، وكمية الوقود التي سيحتاجها".