أقامت جامعة الملك فيصل في محافظة الأحساء أول من أمس، ندوة بعنوان: «الأمن الفكري في التصور الإسلامي». وأكد عضو هيئة التدريس في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فيصل الدكتور محمد القطاونة، «أن نعمتي الأمن والعقل تشكّلان انسجاماً تاماً ينعكس على إعمار الأرض والإيجابية في الوجود، ومن ثم يحدث التوافق بين الإنسان والكون، وبين الإنسان ومجتمعه وبين الإنسان ونفسه، وهذا التوافق هو عين الأمن الذي يشعر فيه الإنسان بالسعادة والاستقرار، والأمن الذي يجعل رسالته مع الكون إيجابية تقوم على التعمير لا التدمير، ومع المجتمع تقوم على التفاعل والتعاون لا على الأنانية والانطواء، ومع نفسه تقوم على الرضا والإنجاز، لا على السخط والفشل. وأضاف القطاونة «أن حاجة العقل ماسة لمنهج قويم يسد ثغراته، ويصوب اعوجاجه، فكانت الحاجة ملحة للوحي كأمن للفكر. مستعرضاً أسس التصور الإسلامي للأمن الفكري، وبناء مقومات الأمن الفكري، ووضع أسسه، والاهتمام بمرتكزاته والعمل على إشاعة هذا الجو الآمن بين جنبات المجتمع ببناء الفرد الصالح صاحب العقلية الواعية والفهم المستنير القائم على زرع العقيدة الصحيحة بغير تفريط فيها ولا غلو». من جانبه، تحدث الدكتور حمد المري حول الجانب التطبيقي في موضوع الأمن الفكري، وتحدث حول معوقات الأمن الفكري كالتقليد، والتبعية، والجهل، والغلو، والتطرف، وأكد دور العلماء في ترسيخ العقيدة الصحيحة». وأضاف: «إن الخلل الممكن في الرجوع إلى من لا يملك الأدوات العلمية في الاجتهاد والإفتاء يؤدي إلى انتكاس في القيم والمفاهيم، مستعرضاً الدور العلاجي، وهو دور يقوم فيه التصور الإسلامي بمعالجة الانحراف الفكري الواقع في المجتمع، وذلك برصد مظاهره وأسبابه ومخاطره وآثاره وتقديم السبل المناسبة لمواجهته». بدوره، أكد رئيس قسم الدراسات الإسلامية في الكلية الدكتور زياد الحمام «أن هذا المصطلح استحسنه أهل العلم؛ لكون الأمن الفكري يحقق مستويات الأمن عقائدياً ونفسياً واقتصادياً كافة»، مشيراً إلى «أن أهم الأسباب التي تعوق الأمن الفكري تتمثل في: عدم رجوع الناس في كثير من القضايا لأهل الفتوى العلماء، ويسايرون بعض وسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات صاحبة التوجهات غير الصحيحة فكرياً، وهو ما يجعل الشباب خاصة ضحية لتلك الوسائل».