تراصت أكوام من القمامة التي جرفتها مياه الأمطار في الإسكندرية (شمال مصر)، أمام أبواب المقار الانتخابية في المدينة التي شهدت هطول كميات غير مسبوقة من الأمطار أغرقت شوارعها وقتلت 5 مواطنين وأجبرت مئات الأسر على ترك منازلها، ما أثار غضباً عارماً استدعى استقالة المحافظ هاني المسيري وتكليف نائبه بتسيير الأعمال. وعلى رغم تحسن الأحوال نسبياً في شوارع الإسكندرية بعد تدخل الجيش لسحب المياه من شوارعها، إلا أن آثار الأزمة دفعت قطاعاً من السكندريين إلى مقاطعة الاقتراع في جولة إعادة المرحلة الأولى من الانتخابات التي بدأ التصويت فيها أمس وينتهي اليوم. وغمرت الأمطار غالبية لجان الاقتراع التي تسربت إليها أكوام من القمامة والنفايات جرفتها المياه لتتكدس أمام اللجان الانتخابية وداخلها، كما تسببت الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة المصاحبة للثلوج في سقوط لوحات إعلانية لعدد من المرشحين. وخلت المقار الانتخابية من طوابير الناخبين. وقال مصطفى حسن (52 سنة): «المشهد في المدينة لا يُشجع على الانتخاب أبداً. الحكومة تغرق في شبر مياه، وكل مرشح يتباهى بأنه أتى ليؤيد الحكومة... إصلاح سيارتي التي أفسدتها المياه أفضل من التصويت». لكن محمد طاهر الذي وقف أمام لجنة انتخاب في وسط المدينة قال ل «الحياة»: «أتيت للاقتراع على رغم غضبي من هذه المشاهد... هذا الإهمال لن يزول إلا بتشكيل مجلس نيابي قوي قادر على مراقبة الحكومة، وتحقيق آمالنا. أقصى ما أطمح إليه مكان آمن نظيف ومرافق جيدة وعمل كريم أعيل به أسرتي». أما المهندسة الزراعية لبنى ناجي فليس ما يشغلها تردي الخدمات، وإن كانت غاضبة من غرق شوارع الإسكندرية، إلا أنها أتت للاقتراع من أجل «تمثيل جيد للمرأة لإعادة صياغة حضورها في المجتمع بعدما قلصه تيار الإسلام السياسي». غضب الناخبين من تكدس مياه الأمطار الذي عطّل مصالحهم، قابلته سخرية من المرشحين الذين سعوا إلى استغلال الأزمة في دعاياتهم الانتخابية، لجذب أكبر عدد من الناخبين، على رغم «الصمت الانتخابي» الذي غرق هو أيضاً في أمطار الإسكندرية. ومثلت الأمطار إلهاماً لدعايات مرشحين لم تخل من إسقاطات سياسية طريفة، فمنهم من وزع على الناخبين مظلات ممهورة برمزه الانتخابي، فيما وزع آخرون أغطية وسترات على شكل علم مصر، ووعد أحد المرشحين أهالي دائرته بغطاء لكل بالوعة صرف، وسباك لكل شارع. وكتب مرشحون شعارات مستوحاة من هطول الأمطار، منها: «صبح وأغسل وشك (وجهك)... (فلان) بمطر الخير هيرشك»، و «(فلان) يعبر بكم من بحور ظلمات الفقر والفساد».