يحرص بعض الرجال على اقتناء «جوالات» بالخفاء لا يُعلِمون زوجاتهم بها، ومنهم من يحرص على عدم الدخول إلى المنزل بهذه الهواتف، ويتركها في العمل أو في السيارة. بدأت قصة مها (25 عاماً) بعد سماع رنين هاتف جوال في سيارة زوجها، وكانت تسمع الرنين وزوجها يتحدث بهاتفه، هذا الوضع أحدث للزوج ربكة كبيرة، وعندما أصغت جيداً عرفت أن الرنين مصدره «درج السيارة»، لم تنتظر زوجها حتى ينهي المكالمة، فتحت الدرج، فوجدت جوالاً آخر. تقول: «نشب الخلاف بيني وبين زوجي، سألته عن ماهية الجوال، ولماذا هو موجود في درج السيارة؟ استمر رنين الجوال، فتحت الخط، فكان الصوت الناعم على الطرف الآخر، هو القشة التي قصمت ظهر البعير»، تقول: «كنت أسمع عن قصص الخيانات الزوجية، وأزواج يخبئون جولات سرية في سياراتهم، لكني استبعدت أن يكون زوجي أحدهم، لأن ثقتي فيه بلا حدود». يقول الاختصاصي الاجتماعي في الصحة النفسية بجدة عمر الجاسر: «هذا الأمر يدل على وجود خلل في شخصية الرجل وثقافته، ووجود هذه الظاهرة بين الأزواج يتسبب في زعزعة الثقة وهدمها بينهما». ومن جانبه قال الكاتب والباحث الإسلامي نجيب يماني: «إن هذه الظاهرة غير أخلاقية ولا تجوز شرعاً، لأنه لا يجوز للزوج أن يغشها ويستغفلها»، ويضيف: «واضح أن الرجل الذي يمتلك «جوالاً سراً» عن زوجته، لديه حالة من النقص العاطفي، فقد يكون يعيش حياة زوجية باردة، وزوجته لا تهتم به ولا تشعره بحبها له، فبعض النساء لديهن فترة عطاء معينة وبعدها تمل او تتجه إلى أولادها فتهمل زوجها الذي يتجه بدوره إلى العلاقات السرية». ويرى أن إهمال بعض الزوجات لذلك يعود إلى «تربيتها ونشأتها، إذ لا تملك عاطفة كافية وتكون باردة في عواطفها، وإذا غاب زوجها عنها لم تسأل، وتتخذه سيداً أكثر من كونه حبيباً». وأشار إلى أن «الرجل مهما تقدم بالعمر، يهفو إلى المرأة التي تشبعه عاطفة، وتغدقه بحنانها، وتنكد عليه، لأن التنكيد أحياناً يجعل الحياة أجمل، الرجل يحب المرأة التي تبحث عنه وتشعره انه مركز اهتمامها الأول، فحين تفقد المرأة هذا الشيء تجد الرجل يبحث عمن يسأل عنه ويكون الأول في قلبها»، ويرى أن هذا أحد أسباب المشكلة التي يجب على المرأة مراعاته قبل محاسبة زوجها. أما الاختصاصية النفسية حصة آل الشيخ فتؤكد أن «الهاتف النقال تسبب كثيراً في خلافات زوجية عدة أدت إلى الطلاق، و«خراب البيوت» وانهيارها، وهذا ما وجدته من خلال تجربتي أثناء عملي في مركز الاستشارات العائلية، إذ لاحظت أن معظم الخلافات كانت تتمحور حول شكوى الزوجة من الزوج، إذ تجد رسائل قصيرة في جوال زوجها من سيدات وفتيات».