قوبلت التفاهمات الأميركية- الإسرائيلية في شأن المسجد الأقصى المبارك برفض الفلسطينيين الذين اعتبروا أنها تحافظ على الوضع الحالي، وتصب في مصلحة إسرائيل. ونصت التفاهمات الأميركية- الإسرائيلية على الحفاظ على الوضع القائم، ونصب كاميرات في أنحاء الحرم الشريف، وأن تقتصر الصلاة فيه على المسلمين فيما يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بزيارته. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات: «نطالب بعودة الوضع القائم في الحرم كما كان عليه منذ عام 1967 حتى عام 2000، وليس الوضع القائم الذي يتحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أي الوضع الذي نشأ بعد اندلاع الانتفاضة عام 2000». وبموجب الوضع القائم الذي ساد منذ عام 1967 حتى عام 2000، كانت الأوقاف الإسلامية هي الجهة المسؤولة عن إدارة الحرم الشريف وعن زيارات السياح الأجانب، بمن فيهم الإسرائيليون. وكان حراس الأوقاف يرافقون السياح الأجانب، بمن فيهم الإسرائيليون، في الحرم. ودأبت الأوقاف الإسلامية على تقسيم الزوار اليهود في مجموعات صغيرة لا يزيد عدد الواحد منها عن اثنين. وعملت إسرائيل على تغيير الوضع القائم عقب اندلاع انتفاضة عام 2000، فأخذت الشرطة الإسرائيلية بالإشراف على السياحة الأجنبية، ومرافقة السياح، خصوصاً اليهود منهم، الذين أخذوا يمارسون طقوساً دينية، ويعلنون نيتهم تقسيم الحرم زمانياً ومكانياً بين اليهود والمسلمين. وقال عريقات: «رئيس الوزراء الإسرائيلي يتلاعب بالمصطلحات... يعلن نيته العودة الى الوضع القائم، ويصدر أوامره للوزراء وأعضاء الكنيست بالتوقف من زيارة الحرم، لكنه يقوم من وراء الجميع بعقد اتفاقات مع القوى المتطرفة لمواصلة اقتحام الحرم». وأضاف أن نتانياهو سيستخدم الكاميرات في الحرم لاعتقال الفلسطينيين. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الترتيبات التي أعلن عنها لن تؤدي إلى إخماد الهبة الشعبية لأنها لا تعالج أسبابها. ولفت عريقات إلى أن الرئيس محمود عباس طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لقائهما الأخير في عمان، بمعالجة الجذور السياسية للهبة الشعبية عبر إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، و «بقرار دولي ينهي الاحتلال ويضع سقفاً زمنياً لانسحاب قوات الاحتلال من دولة فلسطين، ووقف الاستيطان وتحديد سقف زمني لمعالجة قضايا الوضع النهائي». ويتوقع المراقبون أن تتواصل الهبة الشعبية في المرحلة المقبلة، رغم إعلان التفاهمات الأميركية- الإسرائيلية. وقال أستاذ العلوم السياسة الدكتور جورج جقمان: «الحرم الشريف عامل واحد من العوامل التي فجرت الهبة الشعبية، هناك عوامل أخرى مثل الاستيطان واعتداءات المستوطنين مثل حرق عائلة دوابشة وغيرها. ومن دون وقف الاستيطان والاعتداءات، ستتواصل هذه الهبة». وأضاف: «الهبة تعلو وتهبط وفق التطورات، لكنها ستتواصل طالما أن أسبابها مازالت قائمة».