نظّمت صحيفة «البيان» الإماراتية بالتعاون مع «مؤسّسة الفكر العربي» ندوة لمناقشة التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية تحت عنوان «المؤشرات والدلالات في تقرير التنمية الثقافية لمؤسّسة الفكر العربي»، في كلية دبي للأداء الحكومي. قدّم للندوة الكاتب والصحافي حسين درويش رئيس القسم الثقافي في صحيفة «البيان»، ثم ألقى رئيس تحرير صحيفة «البيان» ظاعن شاهين كلمة أكد فيها الارتباط العضوي ما بين الثقافة والصحافة على اعتبار أن الصحف ظلّت لسنوات طويلة سفيرة للتواصل مع الآخر شأنها في ذلك شأن الثقافة. وطرح الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم ثلاثة أسئلة محورية تقف وراء فكرة إصدار التقرير. وأكد في معرض إجابته على سببين أساسيين: «الأوّل هو السعي لتقديم عمل يتّسم بالشمول والتكامل في رصد وتحليل واقع التنمية الثقافية في الوطن العربي، لنكمل ونراكم كل جهد نبيل قام به غيرنا في هذا المجال». أما السبب الثاني من وراء إصدار هذا التقرير فهو الإسهام في إرساء وإعلاء قيم المعرفة والنقد والمراجعة وحوار الذات. وهي القيم - الشروط - التي منها وبها ينطلق أي مشروع نهضوي عربي. وأشار إلى مقولة رئيس مؤسّسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل بأن «دورنا في المؤسّسة أن نهيّئ الزمان والمكان لأصحاب الرؤى والأفكار ليقدموا ما لديهم على طريق بناء مشروع نهضوي عربي». وألقى رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات حبيب الصايغ كلمة أشاد فيها بالتقرير الذي «يطرح سؤال الثقافة بحرارة وينزع نحو المنهجية والعلمية محاولاً بذلك عدم الوقوع في فخ العاطفية». وأكد أن هذا الميدان يقع في آخر قائمة الاهتمامات والفعاليات في العالم العربي، داعياً إلى عقد قمة ثقافية عربية. وتحدث الدكتور حمد علي المستشار الإعلامي للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة عن الخطاب الإعلامي العربي ودوره في حماية الهوية الثقافية، وأكد أن التقرير الثاني للتنمية الثقافية أجاد في تحليل الواقع الثقافي العربي، ووصف الخطاب الإعلامي العربي بالمشوّش بسبب عولمة الثقافة والقيم التي تسعى إلى اختراق الثقافات والهويات ودمجها في هوية واحدة هي العولمة، لافتاً إلى عجز ملحوظ في قدرة هذا الخطاب على بلورة رؤية واضحة للهوية الثقافية ووسائل حمايتها من دون الانغلاق والتقوقع على الذات، ومحذراً من «استيراد المنتجات الثقافية الذي يحمل في طياته التأثر أيضاً باستنساخها وتقليدها فيكون تأثيرها علينا مزدوجاً». بينما ركز رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» سامي الريامي على أهمية المعلوماتية بصفتها رافعة للتنمية الثقافية، وعلى العلاقة الجدلية القائمة بين التقنية والإعلان من جهة والإعلام الإلكتروني والورقي من جهة أخرى، مشيراً إلى افتقار الإعلام العربي إلى هامش واسع من الحرية ومن البنية التحتية. وأكد أن «مسألة الخروج من هذا الوضع المأزوم يتطلب قواعد تشريعية جديدة في ميدان الإعلام». واعتبر الباحث علي عبيد عضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم أن «الحصاد الفكري السنوي الذي تضمنه التقرير يعطينا تصوراً عن ماهية الأفكار والإشكاليات والأسئلة التي تداولها عام 2008، مثلما يقدم لنا رصداً لهواجس الوعي العربي ودلالاتها». ووضع بعض الملاحظات على التقرير لجهة اهتمامه بالنخب وما تداولته من أفكار وإهماله لمكون مهم من مكونات المجتمع، «كما أغفل ما يدور على ساحات الإنترنت من حوارات يومية مكثفة تتطرق إلى كافة القضايا وعدم رصده لحركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى». ووصف عضو مجلس أمناء مؤسسة العويس الدكتور محمد المطوّع التقرير بأنه مرجع شامل يفتح آفاقاً جديدة أمام الباحث، وتناول موضوع اللغة العربية والأزمة التي تمرّ بها في الإمارات. واختتمت الندوة بتكريم عبد المنعم للشركاء الإعلاميين، ظاعن شاهين، وأحمد الحمّادي، ونواف يونس ممثلاً رئيس تحرير مجلة دبي الثقافية. ثم كرّم شاهين بدوره باسم صحيفة «البيان» الأمين العام للمؤسّسة والمشاركين في الندوة.