أصدر الزميل خالد الباتلي كتاباً عنوانه «ليتها تقرأ» (دار الفارابي). والكتاب الذي يتواجد في معرض الرياض يحار القارئ في تصنيفه: أهو شعر أم نثر؟ عزف أم نزف؟ ولكن لا تلبث طويلاً حتى تصل إلى يقين واحد أنه «بوح شديد الخصوصية» بوح لم يكن ليقاوم أن يبقى متنقلاً بين قلب وذاكرة ، فكان لا بد من أن يسكن دفتي كتاب فربما حمله يجعل خصوصيته تنتقل إلى أحاسيس الآخرين لتستوطنهم لغة الشعر وتقاسيم الحب والوله المكتوب في لغة بسيطة وقريبة وحميمة، وكأنما تنشر ثقافة جديدة بين العشاق وتستثير شهيتهم للسمو بالحب والحياة. «ليتها تقرأ» رسائل مجنونة بحذر، عن أوقات تستقطع من يوميات مليئة بالصخب لتأتي معبرة في خضم العالم الفوضوي عن حالة وله، أو لحظة شوق لا تحتمل التأخير. والجميل أن من يقرأ هذا البوح «الخاص جداً» يشعر أنه عاشه في لحظة مضت، أو أنه سيسمعه قريباً، أو أنه يمني نفسه الأمارة بالحب أن يعيش هذه الحالة. حديث رجل إلى أنثى متفردة، سيجد كل الرجال فيها عوناً لمناجاة الحبيبة، وستجد النساء أن ما قيل موجه لها وحدها، كلمات استطاع «الباتلي» من خلالها أن يقول ما يود الرجال قوله، وما تود النساء سماعه بعيداً عن أعين المتطفلين أو سلطة الرقابة، «ليتها تقرأ» عنوان لأوقات عشق ممتدة صباح ومساء وما بينهما حين لا يكون لوقت العاشقين عقارب ساعة. خالد الباتلي في «ليتها تقرأ» يعلن أن الحب لا يزال بخير.