أبدت مصادر رسمية في الرباط ارتياحها للموقف الذي التزمه الاتحاد الأوروبي حيال تطورات قضية الصحراء وأوضاع حقوق الإنسان والمجالات الجديدة لآفاق الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وأعرب بيان صادر في ختام القمة الأوروبية - المغربية الأولى من نوعها التي استضافتها غرناطةجنوبإسبانيا في نهاية الأسبوع، عن دعمه عملية المفاوضات الجارية في خصوص الصحراء وقرارات مجلس الأمن بخاصة القرار الرقم 1817 الذي دعا الأطراف المعنية إلى مفاوضات جوهرية تتسم ب «الواقعية والجدية». وعبّر الاتحاد الأوروبي في تصريح مشترك عن «دعمه جهود مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء كريستوفر روس، من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي ودائم ومقبول من الأطراف كافة»، مشدداً على «مسؤولية جميع الأطراف المعنية» بهذا الصدد. وعرض البيان إلى تطابق وجهات النظر إزاء القضايا التي درستها القمة، وفي مقدمها الوضع في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط والوضع الأمني في الساحل جنوب الصحراء وآفاق الشراكة السياسية والاقتصادية بين الطرفين. ووصفت مصادر أوروبية ومغربية نتائج القمة بأنها «شكّلت خريطة طريق مستقبلية» في نطاق «الوضع المتقدم» الذي يحظى به المغرب في علاقاته وبلدان الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، أوضح رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الذي قاد وفد بلاده إلى قمة غرناطة أن قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بنزاع الصحراء «تحض كل الأطراف المعنية على الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي لقضية الصحراء». وكشف أن الأممالمتحدة «أكدت ضرورة مشاركة الجزائر في المفاوضات، بعد أن ظلّت الحكومة الجزائرية تدعي أنها غير معنية بالقضية». ورأى أن وجود مخيمات تندوف التي تؤوي مؤيدين صحراويين لجبهة «بوليساريو» على أراضيها يضع عليها مسؤوليات، لناحية الإفساح في المجال أمام إحصاء اللاجئين الذين قال إنهم «محرومون من أبسط حقوق الإنسان» في التنقل وحرية التعبير والاختيار. وندد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بما وصفه «الحصار المضروب على المغاربة المحتجزين في تندوف»، وأكد أن اقتراح بلاده منح حكم ذاتي موسع للسكان الصحراويين يتيح لهؤلاء العودة الطوعية، ورأى المسؤول المغربي أن عرض حالات محدودة لنشطاء يناصرون جبهة «بوليساريو» في المحافظات الصحراوية «يجب ألا يحجب حقيقة الأوضاع المأسوية في مخيمات تندوف». بيد أن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو صرّح بأن التفاهم «يشكل أحسن سبيل في اتجاه إيجاد حل لقضية الصحراء»، مؤكداً أن المفاوضات هي «الطريق الوحيد لإيجاد حل لهذه القضية». وقال المسؤول الإسباني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، إن قضية الصحراء كانت ضمن القضايا التي درستها القمة الأوروبية - المغربية، مؤكداً أن مدريد «حافظت دوماً على ربط حوار صريح وإيجابي وبناء مع المغرب»، وإنها ستستمر على النهج نفسه، في إشارة إلى رفضه ضغوطاً سياسية من طرف أوساط المعارضة لمعاودة النظر في الموقف الإسباني. لكن مصادر ديبلوماسية إسبانية أكدت ل «الحياة» أن حكومة رئيس الوزراء ثاباتيرو ملتزمة المزيد من التعاون مع الموفد الدولي كريستوفر روس الذي سيزور المنطقة في وقت لاحق، وإنها تداولت مع كل من فرنسا والولايات المتحدة في مقاربات لتفعيل المفاوضات. إلى ذلك، شجبت رابطة الصحافيين الموريتانيين الاعتداء الذي تعرض له صحافي موريتاني مندوب قناة «الحرة» من طرف مناصرين لجبهة «بوليساريو» خلال أدائه مهمته الإعلامية في قمة غرناطة. وجاء في بيان أُرسل إلى «الحياة» أمس أن الاعتداء الذي شمل الضرب المبرح والشتم العلني ضد الصحافي محمد الأمين ولد خطاوي «يعتبر إساءة للموريتانيين عامة». ودعت الرابطة السلطات الإسبانية إلى حماية الصحافيين وفتح تحقيق في ملابسات الحادث «وأهابت بالتنظيمات المدنية تحمّل مسؤولياتها في مواجهة التنكيل بالصحافيين إبان مزاولة مهماتهم».