رجحت «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق» ان تكون نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 61 في المئة في وقت تتسرب نتائج الانتخابات عبر المراقبين مشيرة الى تصدر قائمة المالكي في المحافظات الشيعية وعلاوي في المناطق السنية فيما اطلق بعض الكيانات السياسية تحذيرات من «عمليات تزوير وتلاعب في عمليات العد والفرز». واعلنت مفوضية الانتخابات ان «النتائج الأولية للانتخابات النيابية ستُعلن خلال الأيام الأربعة المقبلة». وقالت رئيس الدائرة الانتخابية حمدية الحسيني ل «الحياة» انه «حتى الآن لم تصل نتائج بعض المراكز الانتخابية الى مقر المفوضية في بغداد، ونحتاج الى وقت لتدقيقها واعلان النتائج الأولية»، واصفة النتائج، التي يعلنها بعض الكيانات ووسائل الإعلام، بأنها «ليست أكثر من توقعات». وأضافت «من المرجح إعلان نتائج الانتخابات بصورة نهائية في نهاية الأسبوع المقبل على اقل تقدير، لأن هناك الكثير من الشكاوى التي تسلمتها المفوضية من قبل المرشحين والكيانات السياسية». وأشارت الى ان «هذه الشكاوى تحتاج الى وقت لتصنيفها وبعدها النظر فيها». وعن نسبة المشاركة ، أوضحت الحسيني ان «النسبة التي وصلتنا عبر الهاتف من جميع المحافظات راوحت بين 58 و63 في المئة». ورجحت ان «تستقر عند 61 في المئة على المستوى الوطني». وكان مراقبون في الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، أعلنوا عن تقدم «ائتلاف دولة القانون» في محافظات «بابل والنجف وكربلاء والديوانية والسماوة والكوت والناصرية وميسان والبصرة»، تلاها «الائتلاف الوطني العراقي» الذي يضم غالبية الأحزاب الشيعية الدينية مثل المجلس الأعلى وتيار الصدر. وأشارت الى تقدم «ائتلاف العراقية الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي في محافظات الأنبار والموصل، وحلوله ثانياً في العاصمة بغداد». لكن رئيس المفوضية فرج الحيدري رفض هذه النتائج، مشيراً الى ان «اعلان النتائج ينحصر بالمفوضية دون سواها». ودعا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق اد مليكرد مساء أول من أمس الى «التأني حتى اعلان النتائج رسمياً لأن ما يشار إليه الآن ويعلن عبارة عن توقعات لا غير». وقال «ندعو الكيانات السياسية والمرشحين الى تقبل النتائج مهما كانت وان يضعوا العراق نصب اعينهم وعدم التشكيك بالنتائج»، لافتاً الى ان «هذه الانتخابات حضرها عدد كبير من المراقبين الدوليين ووكلاء الكيانات السياسية والإعلاميون». من جانبه ذكر مليكرد ان «بعض الإجراءات سنناقشه مع بعض الكيانات التي لديها بعض الاحتجاجات ونتوقع ان يقدم بعض المرشحين طعوناً، وهذا امر طبيعي ضمن الانتخابات»، معتبراً ان «العراق بصرف النظر عن الفائز والخاسر انطلق بالديموقراطية وهذا اليوم يعد يوماً مهماً في تاريخ البلاد». وعلى رغم ذلك فإن «ائتلاف العراقية» اعلن ان لديه معلومات مؤكدة عن «وجود خطة للتلاعب بعمليات العد والفرز». وقالت القائمة في بيان ان «معلومات مؤكدة ومثيرة للقلق البالغ تشير الى أن هناك خطة مدبرة للتلاعب بالأصوات بالجملة من خلال إملاء الاستمارات الفارغة للذين لم يشاركوا في الانتخابات لصالح القوائم العائدة لأحزاب السلطة». وأضافت ان «هذه الخطة دبرتها أطراف تابعة لإيران وتنفذ من قبل اشخاص منتمين الى القوائم المذكورة وإعدادها لخلطها مع الأصوات الرئيسة عند وقت العد والفرز». وتابعت «اننا نحذر من خطورة هذا العمل وندعو الأممالمتحدة والمراقبين الدوليين والمجتمع الدولي الى عدم ترك الصناديق حماية لها من اي تلاعب في الأصوات، كون الأمر يدخل البلد في مأزق حقيقي له تداعيات كارثية ومخيفة». وأقر الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى، وجود «التجاوزات والخروقات الانتخابية»، لكنه قال انها «لن تؤثر جوهرياً في النتائج النهائية للانتخابات». وانتقد موسى في تصريح صحافي بشدة اعلان بعض القوائم الانتخابية عن فوزه، معتبراً انه «اعلان غير دقيق وغير سليم الهدف منه تحقيق كسب سياسي نفسي». وأوضح ان «الإعلان عن فوز بعض الكتل السياسية قد يسبب تداعيات سلبية في الجانب الأمني خصوصاً بعد إعلان المفوضية عن نتائج الانتخابات.» الى ذلك اعلنت مفوضية الانتخابات ان «عدد المشاركين في انتخابات الخارج بلغ 250 الف ناخب في مختلف الدول التي أجريت فيها الانتخابات». ويزيد عدد الناخبين في الخارج، وفق احصاءات المفوضية، على نحو مليون ونصف المليون ناخب. وانتهت صباح أمس الاثنين انتخابات الخارج للعراقيين المغتربين، بعدما استمرت ثلاثة ايام اذ اغلق آخر مركز انتخابي في الولاياتالمتحدة الأميركية.