بدأ الرئيس الأفغاني أشرف غني زيارته الرسمية الأولى لإسلام آباد على رأس وفد رسمي كبير ضم عشرات المسؤولين. وتهدف الزيارة التي تستمر يومين، إلى تبديد توتر خيّم على العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس الأفغاني السابق حميد كارزاي. وفور وصوله إسلام آباد توجه غني مع الوفد المرافق، إلى مقر قيادة الجيش الباكستاني في راولبندي حيث حظي باستقبال مهيب واستمع الى عرض موجز للتطورات الميدانية على الحدود الباكستانية - الأفغانية وملخص لعمليات الجيش الباكستاني في ملاحقة الجماعات المسلحة في منطقة القبائل، خصوصاً الحملة الحالية في شمال وزيرستان التي ادت الى فرار مئات المقاتلين المتشددين إلى الأراضي الأفغانية. وعلمت «الحياة» ان محادثات غني مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف وكبار الضباط، تطرقت الى امكان تولي الجانب الباكستاني تدريب قوات افغانية، سواء في باكستان او في بلادهم. وحضر الرئيس الأفغاني مأدبة عشاء تكريمية على شرفه، اقامها نظيره الباكستاني ممنون حسين وحضرها كبار المسؤولين الباكستانيين وفي مقدمهم رئيس الوزراء نواز شريف الذي سيجري اليوم محادثات رسمية مع غني تتناول العلاقات التجارية والتنسيق الأمني بين البلدين. وتأتي زيارة غني لإسلام آباد، بعد اسبوعين من لقائه في كابول قائد الجيش الباكستاني الذي اجرى محادثات ايضاً مع رئيس الحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله ساهمت في تبديد شيء من النفور الذي استمر سنوات، بين الأخير والقيادة الباكستانية. وعرض قائد الجيش الباكستاني خلال زيارته كابول على المسؤولين العسكريين والأمنيين الأفغان، إمكان قيام باكستان بتدريب عناصر جيش وشرطة افغان، وذلك في مسعى إلى الحيلولة دون إبرام كابول اتفاقاً من هذا النوع مع الهند «الخصم اللدود لباكستان». وعكس حجم الوفد الأمني والعسكري المرافق للرئيس الأفغاني والذي ضم حوالى مئة مسؤول، أهمية العلاقات الأمنية بين البلدين ورغبة كابول في فتح صفحة جديدة من التعاون مع إسلام آباد مع اقتراب اكمال القوات الدولية انسحابها من أفغانستان نهاية الشهر المقبل، ما يضع على عاتق القوات الأفغانية مهمة التصدي لمسلحي «طالبان». وحرص الرئيس الأفغاني في خطاب ألقاه في مقر قيادة الجيش الباكستاني على إبداء رغبة حكومته في تعاون أمني بناء، وتعهد تقديم كل دعم ممكن لباكستان في الحرب ضد الإرهاب. وأشار مسؤولون باكستانيون إلى أن أحد أهم أهداف زيارة الرئيس الأفغاني لإسلام آباد، حض باكستان على تسهيل عقد محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية و»طالبان»، لوضع حد للهجمات التي تشنها. كذلك تتناول المحادثات بين البلدين زيادة التعاون الاقتصادي، وتسوية الخلافات حول رسوم الترانزيت والمواد المسموح دخولها عبر الأراضي الباكستانية. وتشكل الحدود مع باكستان، ممراً لأكثر من سبعين في المئة من حجم التجارة الأفغانية، تصديراً واستيراداً، واتفق الطرفان على زيادة التبادل التجاري بين البلدين من 2.5 بليون دولار إلى خمسة بلايين خلال السنتين المقبلتين.