تابع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، فيما أعلنت مصادر فرنسية مطلعة انه نقل دعوة الى البطريرك الماروني نصر الله صفير عندما التقاه في بداية زيارته لبنان، من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، لزيارة باريس على ان يختار موعد تلبيتها. وأكدت المصادر ان هناك نية لدعوة رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون الى باريس، وزادت: «بعد زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان ومن ثم البطريرك صفير بامكان توجيه دعوة الى عون كأحد رؤساء المعارضة في لبنان». وكان عون زار فرنسا مرتين في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) 2007. وكان الرئيس السوري بشار الأسد شجع نظيره الفرنسي ساركوزي خلال لقاء القمة بينهما في باريس غداة تشكيل الحكومة اللبنانية، على دعوة عون الى فرنسا، وعرض ساركوزي الفكرة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكن باريس وبحسب المصادر المذكورة، تعتبر ان زيارة صفير لفرنسا يجب ان تتم قبل زيارة عون لها. وفي بيروت، التقى امس لارشيه وفداً من «حزب الله» ضم مسؤول العلاقات الدولية عمّار الموسوي والنائبين علي فيّاض ونوّار الساحلي، في قصر الصنوبر، وحضر اللقاء الوفد النيابي المرافق للارشيه إضافة إلى مسؤولين في السفارة الفرنسية. وأوضح بيان صادر عن المكتب الاعلامي ل «حزب الله» ان اللقاء «كان مناسبة لإجراء جولة أفق حول قضايا عدة، وأكد وفد حزب الله أن سياسة إسرائيل التصعيدية هي السبب وراء كل مظاهر التوتر والقلق في المنطقة، ولبنان متمسّك بحقه في أن تكون له القوة اللازمة لردع أي عدوان إسرائيلي محتمل، وطالب فرنسا بأن تعمل مع المجتمع الدولي على لجم العدوانية الإسرائيلية من خلال إبراز المواقف الحازمة تجاهها». وأشار البيان الى ان الوفد «اكد أن المقاومة كانت على الدوام في موقع الدفاع عن لبنان وشعبه، وأي اتجاه لتحميلها مسؤولية التوتّر والتصعيد محاولة لقلب الحقائق الواضحة والظاهرة، مشدّداً على أن حزب الله متمسّك بإنجاح تجربة حكومة الوحدة الوطنية، ومعتبراً أن ثمة فرصة متاحة أمام اللبنانيين، من خلال التعاون والحوار ليمضوا قدماً في معالجة مشاكلهم وبناء دولتهم». وأثنى الوفد، بحسب البيان، «حرص فرنسا الدائم على لعب أدوار مساعدة إلى جانب لبنان وشعبه ومؤسساته، وعرض وجهة نظر الحزب من قضايا إصلاحية في الجانبين السياسي والاقتصادي مؤكداً ضرورة توفير مناخات التعاون والوفاق خلال مناقشة هذه القضايا». وزار عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب سيمون ابي رميا يرافقه مسؤول العلاقات الديبلوماسية في «التيار الوطني الحر» ميشال دو شادارفيان، المسؤول الفرنسي لارشيه في مقر اقامته. ونقل ابو رميا ودو شادارفيان تحيات النائب عون الموجود حالياً في قطر. وأوضح بيان للنائب ابي رميا انه «بحث خلال الاجتماع في تطور الاوضاع الايجابية في الداخل اللبناني، نتيجة التوافق الحاصل بين القوى السياسية اللبنانية، اضافة الى الوضع الاقليمي والعلاقات الثنائية الفرنسية - اللبنانية».